التاريخ : الخميس 06-11-2025

نادي الأسير: وحشية الاحتلال بلغت مستويات غير مسبوقة في ظل مساعيه إلى إقرار قانون الإعدام بحق الأسرى    |     عشرات المستعمرين يقتحمون المسجد الأقصى    |     مستعمرون يهاجمون مزارعين ويخربون أراضي زراعية في قرى نابلس وبلداتها    |     "الأونروا": نحو 75 ألف نازح يحتمون في أكثر من 100 مبنى للوكالة في غزة معظمها متضرر ومكتظ    |     المجلس الوطني: إقرار مشروع "قانون إعدام الأسرى" عنصري و"جريمة حرب"    |     لجنة في الكنيست تناقش اليوم "قانون اعدام الأسرى" تمهيدا للتصويت عليه بالقراءة الاولى    |     الاحتلال يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار: إصابات وقصف مدفعي على خان يونس    |     فتوح: إعدام الشاب الأطرش والفتى حنني سياسة عدوانية تدعمها حكومة اليمين المتطرف    |     اقرار مشروع "قانون إعدام الأسرى" وإحالته للهيئة العامة للكنيست لمناقشته والتصويت عليه    |     أبو هولي يرحب بقرار البرلمان الأوروبي زيادة تمويل الأونروا    |     الجامعة العربية بذكرى إعلان بلفور: الاحتلال يواصل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني    |     المجلس الوطني: الاحتلال حول الصحفيين الفلسطينيين إلى هدف مباشر لآلة الحرب    |     الرئيس السيسي يؤكد أهمية زيادة حجم المساعدات المقدمة لغزة    |     السفير الاسعد يجدد التأكيد على الالتزام الفلسطيني بسيادة واستقرار لبنان الشقيق    |     منظمة التعاون الإسلامي تدين خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    |     بحضور رئيس الوزراء: استكمال ربط الوزارات إلى منصة E-SADAD خلال توقيع مذكرات تفاهم بين سلطة النقد وال    |     أبو هولي يثمّن زيارة وفد الاتحاد الأوروبي إلى مخيم اليرموك    |     شاهين تبحث مع وفد سوسيري التطورات السياسية وجهود الإصلاح    |     دبلوماسيون وسفراء أوروبيون: قرار منع الصليب الأحمر من زيارة المعتقلين خطأ فادح    |     محافظة القدس: الاحتلال يعمّق عزل شمال غرب القدس بتصاريح تماس تمهد لضم صامت    |     أكثر من ألف مستعمر يقتحمون الأقصى    |     أبو هولي يبحث مع رئيسة البعثة الألمانية أوضاع اللاجئين في المخيمات وأزمة الأونروا المالية    |     الاحتلال يغلق مدينة القدس بذريعة تأمين مسيرة للمستعمرين    |     محافظة القدس تحذر من مخططات جماعات "الهيكل" المزعوم لاستهداف الأقصى
أراء » الرجل الخطير في القدس
الرجل الخطير في القدس

الرجل الخطير في القدس

الحياة الجديدة- احمد سيف

توني بلير ويتذكر بَعضُنَا، انه ممثل الرباعية (الامم المتحدة.الولايات المتحدة.روسيا والاتحاد الأوروبي), وفق ما تسرب ونقلته صحيفة الجارديان، انه صار بالإمكان الان "عقد نوع من التحالف في المعركة ضد "التطرّف الإسلامي "بين دول عربية إسلامية, وبين إسرائيل. بلير المفترض أن يكون مقره القدس المحتلة والمفوض أساسا، لتهيئة الظروف ووضع بنى تحتية اقتصادية لدولة فلسطين المقبلة, احتمع في بنسلفانيا بالولايات المتحدة قبل أيام, في لقاء مغلق منع الصحافيون من حضوره, ثلاثمائة مسؤول وأعضاء في مجلس الشيوخ الامريكي من المتطرفين في الحزب الجمهوري في مقدمتهم جون ماكين (وهؤلاء يسميهم الاعلام الغربي, بما في ذلك حين يتعلق الامر بمسؤولين اسرائيليين، "صقورا" ).
يقصد بلير بالتحديد دول في الخليج العربي وعلى الأكثر وفق مقربين منه, دولة الإمارات العربية.
تحدث بلير, بصفته ممثل الرباعية لكنه وفي القليل الذي قاله عن القضية التي يفترض ان يمثلها، اعتبر أن الصراع الراهن مع العرب والمسلمين "المتطرفين" يعود الى الصراع داخل الاسلام نفسه بينما لا تشكل تأثيرات القضية الفلسطينية وسياسات الغرب الاستعمارية على مدار العقود الماضية ودعمها أنظمة الاستبداد، سوى تأثيرات جانبية.
بلير يلتقي مع ساسة اسرائيل ومحاولاتهم المستميتة الان ومنذ سنوات, كي تشمل المعركة ضد "الاٍرهاب "مقاومة الفلسطينيين للاحتلال. وتريد إسرائيل فصل مضاعفات عدم حل قضية فلسطين وارتباط ذلك بتصاعد العنف في المنطقة.يعمل بلير الآن, بعد أن ركز أعمال مؤسساته واستثماراته واستشارته في دول الخليج وخاصة في الإمارات, على تعبيد طريق لجعل إسرائيل حليفا عمليا وعلنيا في الخليج, ليس فقط في ما يدعى بالحرب على الاٍرهاب, بل لضم إسرائيل الى المظلة الأمنية الغربية في المنطقة ومنحها دورا مركزيا يؤمن مصالح واشنطن على المدى البعيد ويؤهل إسرائيل لشراكات أقتصادية, تؤسس لمستقبل المنطقة لعقود قادمة وذلك دون ان يتم حل القضية الفلسطينية, حلا يحفظ الحقوق الفلسطينية.
يمكن رؤية بوادر تشغيل تحالف كهذا عبر البدء عمليا بتحريك عملاء وضخ مال خليجي فاسد وتخريبي, لإرباك الوضع الفلسطيني تزامنا مع تلويح امريكي ب "ربيع فلسطيني" وتهديدات إسرائيلية أكثر مباشرة ضد الرئيس والقيادة الفلسطينية.
بعد إقامة طويلة لسنوات في القدس, مترفة ومثمرة ماليا, قال بلير انه كان لا يعرف الشرق الأوسط حقا, قبل ان يرشحه حليفه في العدوان على العراق ليتولى مهمة إعداد الظروف لإحلال السلام في فلسطين، فهمه الجديد هذا قاده الى الاعتقاد "بوجوب مواجهة التطرّف الاسلامي (المعادي لنا ولقيمنا ) بالقوة في معركة تستمر أجيالا ويجب الانتصار فيها".. وبإمكانية وضرورة أن تقوم إسرائيل بدورها في هذه المواجهة..بغض النظر عن السياسات الإسرائيلية العدوانية والعنصرية واستمرار الاحتلال.
سنوات قضاها بلير في فلسطين محاولا إزالة حواجز, تعيد قوات الاحتلال نشرها في اليوم التالي, وأعمال "خيرية "متواضعة في ظل كلام كثير عن مشاريع اقتصادية وبنى تحتية للدولة العتيدة المقبلة, لا نرى منها الآن أثرا هاما واحدا.
..مشاريع ضخمة وهمية، كانت ترافق ترويج واشنطن, وهم إحلال السلام وإقامة الدولة الفلسطينية.وها هو الان وبعد تحفظه على جهود الفلسطينيين في مجلس الأمن وبالطبع معارضة جر إسرائيل الى محكمة الجنايات الدولية, وتبريره العدوان الاسرائيلي الأخير على غزة, كونه "ردا على صواريخ حماس".. يدعو لحرب أخرى طويلة, في مواجهة ما يسميه "التطرّف الاسلامي" متجاهلا كليا طموحات عالمنا العربي وحال القضية الفلسطينية ووجوب حلها كشرط للاستقرار ولتحقيق السلام والأمن للجميع..أمر لم يكن في وارد واشنطن ولا تل أبيب ولا صاحبهما توني بلير, الرجل الخبيث والداهية, الذي قاد حكومة عمالية اشتراكية, الى التحالف مع إدارة الرئيس السابق جورج بوش اليمينية والفتك بالعراق وقتل قرابة مليون شخص ومهد لوقوع الحرب الأهلية في العراق وسوريا, ويحسب له هنا في فلسطين الان انه قال كلاما غامضا كثيرا وفعل القليل من أجل حل حقيقي, وكان حقا فاعلا وشاهدا،على موت حل الدولتين.

 

2015-01-26
اطبع ارسل