احذروا التهديدات تجاه الرئيس فانها جادة وتتصاعد بوتيرة في اوساط حكومة اليمين الاسرائيلي التي يتزعمها بنيامين نتنياهو ولم تعد تقتصر على بعض المتشددين من وزرائه المتطرفين بل انها تعدت اليمين الى الوسط والى يسار الوسط وكلهم بدأوا يتحدثون عنها في اكثر من مناسبة وفي شكل بدا متكررا وذلك بفعل تمسك القيادة الفلسطينية بالثوابت في المفاوضات التي وضعت حكومة الاحتلال في الاختبار الحقيقي لتبرهن للعالم عدم جديتها وعدم استعدادها للاعتراف بالقرارات الدولية التي تنص على المواثيق الدولية لتحقق السلام العادل وفق قرارات مجلس الامن ووفق مبدأ حل الدولتين وعلى هذا الحال عادت اسرائيل الى ممارسة عادتها القديمة في توجيه الاتهامات وغيرها من اساليب استخدمتها في السابق ومن اخطرها تلك التصريحات التي بدأت تعلو حول مطالبتها بضرورة التخلص من الرئيس وايجاد قيادة بديلة تفاوض وفق سياسة الاحتلال التي تريدها، الأمر الذي يفتح الباب امام العودة بالذاكرة الى تلك الفترة التي نادى بها شارون وموفاز ومن معهم في ذلك الوقت حين طالبوا بالتخلص من الشهيد الراحل ياسر عرفات بعد أن وجدوه متمترساً حول الثوابت الوطنية في مفاوضات كامب ديفيد ما أدى في حينها الى تآمر اميركي واسرائيلي عليه حيث التقى موقف بوش الابن مع شارون ونادوا مجتمعين بضرورة التخلص من ياسر عرفات والكل يذكر تماماً تلك المرحلة وما شهدته من حصار طويل ومن تدمير لكل اشكال الحياة، والتصريحات التي نسمعها اليوم بحق الرئيس محمود عباس هي ليست متشابهة فقط بل انها تتماهى تماماً مع تلك التصريحات ومن هنا نجد انها خطيرة جداً وانها تهديد جدي لا يمكن المرور بشكل عابر وعلى الكل الفلسطيني الالتفات لها واخذها على محمل الجد، وليس الفلسطيني فحسب بل والدولي ايضاً وعدم المرور عنها وكأنها شيء عابر، ويجب ان يكون هناك تحرك رسمي وشعبي موحد للمطالبة بمحاكمة هؤلاء على تصريحاتهم المتطرفة والارهابية والتي خرجت للاعلام وشاهدها الجميع واستمع الى تهديداتهم المباشرة والتي كان آخرها قبل يومين من تسيبي ليفني حين حرضت وهددت بشكل مباشر في حال ظل الرئيس متمسكاً بمواقفه على حد قولها، لهذا فان المطلوب من الكل الفلسطيني وعلى اختلاف مواقعهم الرسمية والشعبية والدبلوماسية أخذ هذه التهديدات على محمل الجد ومواجهتها بكل الطرق لأن الرئيس ابومازن اليوم يتمسك بمواقف الاجماع الوطني ويتمسك بالحقوق الثابته للشعب الفلسطيني وبالتالي فان الهجوم عليه يعني الهجوم على الكل الفلسطيني الذي يجب ان يكون بمستوى هذه التهديدات وان يشكل ضمانة حديدية حول الرئيس وان يتخذ كافة وسائل الدفاع والمواجهة اذا لزم الأمر، فلا تنظروا لهذا التهديدات على أنها عابرة وحذاري من التهاون فيها.
|