قبل فوات الاوان
الحياة الجديدة/محمود ابو الهيجا
لم يعد خافيا على احد ان حركة حماس باتت تنطوي على تيارات متصارعة، وابرز دليل على ذلك الموقف من المبادرة المصرية، حيث رفضتها حماس غزة، بينما نائب رئيس المكتب السياسي موسى ابو مرزوق ترك الباب مواربا من القاهرة حينما اعلن ان المبادرة موضع مراجعة لاعلان موقف بشانها...!! ناهيكم عن ان ابو مرزوق قد استنكر الاعتداء الاثم على وزير الصحة جواد عواد، وقد بات معروفا ان عناصر من حماس هي التي نفذت هذا الاعتداء بتدبير مبيت، قيل انه جرى في بيت فتحي حماد الذي كان وزيرا للداخلية في زمن الانقسام البغيض.
وسمعت قبل يومين من مصدر موثوق ان رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل كان قد اتصل مع الرئيس ابو مازن في اليوم الاول من العدوان الاسرائيلي على غزة، ليؤكد له ان حماس مع اي تحرك سياسي لرأس الشرعية الفلسطينية، من اجل وقف العدوان الاسرائيلي باسرع وقت ممكن، لكن الاعلام الحمساوي خاصة في مواقعه الالكترونية وناطقين حمساويين ايضا قالوا ويقولون كلاما مغايرا حتى ان بعض هذا الكلام خال من الكياسة واللياقة والادب وخال من السياسية ايضا من حيث انه لا يخدم قضية وقف العدوان ولا بأي حال من الاحوال، بل العكس تماما حين ترى اسرائيل كل هذا التناحر في الساحة الفلسطينية لتواصل عدوانها الوحشي دون خشية من وحدة الصف الفلسطيني التي بوسعها ان توقف العدوان بقوة ردع الموقف الموحد.
الناطقون هؤلاء بمواقعهم الالكترونية وبمثل هذه اللغة المعيبة انما يغمزون في الاساس من قناة رئيس مكتبهم السياسي، اكثر مما يحاولون النيل من تحركات الرئيس ابومازن لردع العدوان الاسرائيلي ووقف نزيف الدم الفلسطيني الذي تريد اسرائيل سفكه بلا هوادة في اطار حرب ابادة تنهي القضية الفلسطينية ومشروعها للتحرر والاستقلال. والسؤال الان الا يرى هؤلاء المتصارعون داخل حماس ان صراعهم هذا ما زال يكلف الناس في غزة مزيدا من الدم، فلعلهم اذا خلصت النوايا ورأوا ذلك قبلوا بالمبادرة المصرية قبل ان ينتهي اوانها.