التاريخ : الخميس 28-03-2024

"يونيسيف": النوم في قطاع غزة مثل الرقود في التابوت    |     "الخارجية" تحذر من مخاطر التعايش الدولي مع الرفض الإسرائيلي لقرار وقف إطلاق النار    |     "شؤون المغتربين بالمنظمة" تؤكد أهمية تصعيد وتفعيل الحراك العالمي في "يوم الأرض" تضامنا مع شعبنا    |     "فتح" تدحض مزاعم ما جاء في مواقع الكترونية مشبوهة حول الأسير القائد مروان البرغوثي    |     الاحتلال يعتقل 25 مواطنا من الضفة بينهم طفل وأسرى سابقون    |     ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 32552 والاصابات إلى 74980 منذ بدء العدوان    |     في اليوم الـ174 من العدوان: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال مناطق متفرقة في قطاع غزة    |     السفير دبور يلتقي ممثل منظمة اليونيسف في لبنان    |     أيرلندا تعتزم الإنضمام إلى جنوب إفريقيا في دعوى الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل    |     أبو هولي يرحب: التمويل الألماني للأونروا غير مكتمل طالما يستثني قطاع غزة    |     "الخارجية": إطالة نتنياهو أمد الحرب وتعميق نتائجها الكارثية هروب من استحقاقات حل الصراع    |     هيئة الأسرى: صراخ الأسرى يملأ الممرات في سجن نفحة    |     العدوان متواصل لليوم 173: عشرات الشهداء والجرحى جراء قصف الاحتلال مناطق متفرقة في قطاع غزة    |     ثلاثي مميت ينهش أطفال شمال قطاع غزة    |     أبو ردينة: بعد قرار مجلس الأمن وعزلة إسرائيل حان الوقت لوقف العدوان والاعتراف بالدولة الفلسطينية    |     ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 32414 شهيد و74787 إصابة    |     الخارجية: حرب المستشفيات برهان على مخططات إبادة شعبنا    |     "التربية": 5881 طالبا استُشهدوا و408 مدارس تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان    |     21 معتقلا في عيادة سجن "الرملة" يعانون أوضاعا صحية صعبة    |     "الخارجية": الهجوم الإسرائيلي على قرار مجلس الأمن يكشف أهداف نتنياهو غير المعلنة من الحرب    |     الاحتلال يعتقل 30 مواطنا من الضفة    |     شهداء وجرحى بقصف صاروخي ومدفعي في محيط مستشفى الشفاء    |     مجلس الأمن يعقد جلسة مفتوحة بشأن فلسطين اليوم    |     تونس ترحب بتبني مجلس الأمن قرارا يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة
الاخبار » الرئيس بذكرى الانطلاقة: الاحتلال إلى زوال والدولة بعاصمتها القدس آتية لا محالة
الرئيس بذكرى الانطلاقة: الاحتلال إلى زوال والدولة بعاصمتها القدس آتية لا محالة

 

الرئيس بذكرى الانطلاقة: الاحتلال إلى زوال والدولة بعاصمتها القدس آتية لا محالة -تمنى أن يكون عامنا المقبل في القدس عاصمة دولتنا المستقلة -طالب 'الرباعية' والمؤسسات الدولية المختلفة صياغة خطة سلام تتفق وقرارات الشرعية الدولية
 
رام الله 31-12-2010
تمنى الرئيس محمود عباس أن يكون عامنا المقبل 2011 في القدس عاصمة دولتنا المستقلة.
 
وقال سيادته في خطاب لشعبنا في الوطن والشتات بثه تلفزيون فلسطين مساء اليوم الجمعة، 'إن الاحتلال إلى زوال، وأن الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية آتية لا محالة بإذن الله'. 
 
وأكد الرئيس أن لا حل للنزاع في الشرق الأوسط إلا بحل القضية الفلسطينية واسترداد الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية، وأن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام قليلة، وبأغلبية وصلت إلى مئة وسبعة وسبعين دولة لصالح قرار يؤيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته إلا البرهان الساطع على إجماع العالم بأن الاحتلال يجب أن يزول.
 
وقال سيادته 'نصر على وقف الاستيطان فوراً، وأن لا يترك لعدد من المهووسين والمتطرفين والأصوليين من رواد الاستيطان، والأحزاب الإسرائيلية التي تدعمهم، أن يقرروا مصير هذه المنطقة وجرها نحو حروب كارثية ذات طابع ديني'.
 
وأضاف: أن مصلحة الولايات المتحدة ومصلحة شعوب المنطقة أيضاً بما فيها شعب إسرائيل، هي في إنقاذ عملية السلام، ونُطالب اللجنة الرباعية الدولية والمؤسسات الدولية المختلفة، وفي طليعتها مجلس الأمن، صياغة خطة سلام، تتفق وقرارات الشرعية الدولية بدل الاستمرار في عملية أصبحت في الحقيقة، إدارة للنزاع لا حله.
 
وقال الرئيس 'إن على الحكومة الإسرائيلية أن تتقدم بمشروعها بشأن حدود الدولة الفلسطينية على الأرض المحتلة عام 1967، وتصورها لموضوع الأمن من خلال الطرف الثالث، فالاتفاق على هاتين القضيتين هو المطلوب اليوم، وهو الذي سيسهل حل بقية القضايا الأساسية، وننتظر أن تتركز الجهود الأمريكية على ذلك'.
 
وأوضح سيادته أن الأغلبية الساحقة من دول العالم تؤيد وتطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وبإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة التي تعيش بأمن وسلام مع إسرائيل، وما الاعترافات الدولية التي تتوالى إلا البرهان على ذلك، وقال 'يؤسفنا أن بعض الأطراف الدولية التي تعلن تأييدها لحل الدولتين، وتطالب بإنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967، تنتقد وتعترض على الدول التي أعلنت اعترافها بدولتنا'، مقدما الشكر للبرازيل والأرجنتين وبوليفيا والإكوادور والباراغواي، كما شكر حكومة النرويج على رفع مستوى التمثيل الفلسطيني، وكل الدول التي سبق واعترفت اعترافاً كاملاً بدولة فلسطين.
 
وتوجه سيادته لشعب إسرائيل بالقول 'كما قلت في مناسبات سابقة، إن الاستيطان لن يجلب الأمن، وأن الاحتلال لا يمكن أن يستمر إلى الأبد'.
 
وأضاف: أن يدنا ممدودة للسلام، وهو سلام حددت مبادرة السلام العربية كل العناصر التي من شأنها أن تنهي هذا الصراع المزمن، وهي مبادرة تعطي الأمل لشعوب المنطقة ولأجيالها القادمة.
 
وأشار الرئيس في خطابه إلى أن الانقسام يهدد مشروعنا الوطني بأسره، وهو يُستغَل من قبل الحكومة الإسرائيلية بمناسبة وبدون مناسبة للقول بأنه لا يوجد شريك فلسطيني وبأن الفلسطينيين منقسمون.
 
وقال 'إن الحوار لا بديل عنه من أجل استعادة وحدة الوطن، ولن نترك شعبنا في قطاع غزة الحبيب يعاني من الحصار الإسرائيلي الظالم، ومن قمع المليشيات الظلامية'.
 
وأوضح الرئيس أن أحد أهم أسباب ما حصل في قطاع غزة هو فوضى السلاح والميليشيات العسكرية للتنظيمات والخروج على قرارات الإجماع الوطني، حيث أودى بوحدتنا، ونحن لن نسمح به هنا، فالسلاح سلاح واحد، سلاح الشرعية، ولن يكون هناك تقاسم أو محاصصة في هذا الركن الحيوي من أركان وحدتنا ونظامنا الدستوري.
 
وقال سيادته 'إن وحدة الشعب وشرعية تمثيله قضية مقدسة لا يجوز المساس بها، ولنتذكر ونحن نحتفل بذكرى انطلاقة الثورة، أن أحد أهم إنجازاتها كانت إعادة وحدة الشعب ووحدة الهدف وتحرير الإرادة، على أنقاض الانقسام والتشرذم، فهذه الوحدة سنحافظ عليها ونتمسك بها، وسنُفشل كل مخططات المتآمرين عليها'.
 
وأكد سيادته أن فتح كانت وستبقى رمزاً وأملاً ورائدةً لنضال الشعب الفلسطيني رغم حملات النيل منها وتشويه صورتها وإثارة الفتن في داخلها.
 
 
 
وفيما يلي نص خطاب الرئيس في الذكرى السادسة والأربعين لانطلاقة الثورة:
 
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
أيتها الأخوات .. أيها الإخوة أيها الفلسطينيون الأحباء في كل مكان وفي كل موقع ..
 
نلتقي اليوم لنحيي ذكرى انطلاقة ثورتنا المجيدة في الأول من كانون الثاني عام 1965، وعيوننا ترنو إلى القدس، وقلوبنا عامرة بالأمل وإيماننا بتحقيق أهدافنا الوطنية ثابت لا يتزعزع رغم المصاعب والعقبات. فقبل ستة وأربعين عاماً، كان الإعلان عن يقظة شعب قرر الانعتاق من نير الاحتلال، والبؤس، والتشرد، واللجوء، وأحيا قضية أصبحت على رأس الأولويات العالمية كقضية وطنية بعد أن كادت تضيع في أروقة المزاودات والألاعيب السياسية، والتعاطي معها كقضية لاجئين.
 
نستذكر اليوم مسيرة بدأت بقرار شجاع لمجموعة من الرجال البواسل، بقيادة الرئيس الراحل أبو عمار، وسرعان ما باتت الثورة الوليدة قبلة لأبناء شعبنا فالتحقوا بالآلاف في صفوفها وغدت منظمة التحرير الفلسطينية التعبير عن كيانية وهوية هذا الشعب.
 
لم تكن البندقية التي رفعناها بندقية عمياء، بل كانت أداة من جملة أدوات أخرى وظفناها في سبيل هدفنا الأسمى، وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وعودة لاجئينا وإقامة دولتنا المستقلة.
 
وعبر مسيرتنا بلورنا وطورنا هدفنا الوطني، فمن الميثاق الأول للمنظمة إلى برنامج النقاط العشر بعد حرب تشرين الأول عام 1973 إلى قرارات مجلسنا الوطني عام 1988، فاتفاق إعلان المبادئ عام 1993. واتفقنا بأن الهدف الذي نسعى إليه ويتلاءم ويتوافق مع الشرعية الدولية، هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967 وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
 
هذا الهدف يؤيده العالم بأسره اليوم بما في ذلك القوى الأكثر انحيازاًً لإسرائيل، فلا حل للنزاع في الشرق الأوسط إلا بحل القضية الفلسطينية واسترداد الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية، وما تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام قليلة، وبأغلبية وصلت إلى مئة وسبعة وسبعين دولة لصالح قرار يؤيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته إلا البرهان الساطع على إجماع العالم بأن الاحتلال يجب أن يزول.
 
لقد وصلنا اليوم إلى وضع مختلف تماماً عما كنا عليه من تشتت وضياع، والفضل كل الفضل أولاً وأخيراً لشهدائنا الأبرار من قادة وكوادر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية والمنظمات والأفراد الفلسطينيين، ولأسرانا البواسل الذين أفنوا سني عمرهم في سجون الاحتلال، ولجرحانا، ولكل من أسهم ويسهم في رفع راية فلسطين، فلهم منا جميعاً في هذا اليوم التحية والإكبار، ولهم منا العهد لمواصلة الدرب حتى تحقيق أهدافنا الوطنية.
 
أخواتي .. إخوتي،
 
نحتفل اليوم بذكرى الانطلاقة وأمامنا واقع أريد الحديث عنه بكل الصراحة والوضوح، فالقضية قضيتنا جميعاً والمصير مشترك.
 
القضية الأولى هي وحدتنا الوطنية، وحدة شعبنا في كل أماكن تواجده، الوحدة بين القوى السياسية، والوحدة بين الفلسطينيين المحرومين من الاستقلال في وطنهم نتيجة وطأة الاحتلال، وأولئك المحرومين من مجرد العودة إلى ديارهم.
 
طريقنا الذي اخترناه منذ البداية لتحقيق هدف الوحدة بين كل مكونات شعبنا هو اعتماد الديمقراطية التي تتيح للجميع حرية التعبير عن مواقفهم، شرط التزام الأقلية بقرار الأغلبية، لترتفع بذلك المصلحة الوطنية فوق مصلحة التنظيم أو الشخص، وبدون ذلك تسود الفوضى، وتضعف قضيتنا، وهو ما نعاني منه اليوم للأسف، نتيجة الانقلاب الدموي الذي قامت به حركة حماس في غزة ضد الشرعية الفلسطينية.
 
إن إيماننا بأهمية وحدتنا الوطنية لمواجهة الاحتلال هو ما يدفعنا رغم هول ما جرى، لأن نعض على الجرح، فسلكنا طريق الحوار، صادقي العزم ومخلصي النية، مستجيبين للمبادرات الحريصة من الأشقاء والأصدقاء، فوقعنا على الورقة المصرية دون أي تحفظ، إلا أن قيادة حركة حماس رفضت التوقيع تحت ذرائع واهية، مع أن استعادة الوحدة أهم بكثير من ملاحظة هنا أو هناك، أو أية ارتباطات اقليمية، فالانقسام يهدد مشروعنا الوطني بأسره، وهو يُستغَل من قبل الحكومة الإسرائيلية بمناسبة وبدون مناسبة للقول بأنه لا يوجد شريك فلسطيني، وبأن الفلسطينيين منقسمون.
 
وأود أن أُطَمْئِن الجميع بأننا لن نيأس، فالحوار لا بديل عنه من أجل استعادة وحدة الوطن، ولن نترك شعبنا في قطاع غزة الحبيب يعاني من الحصار الإسرائيلي الظالم، ومن قمع المليشيات الظلامية، فمعاناتهم هي معاناتنا جميعاً، وسنستمر في تقديم مختلف أشكال الدعم المتاحة لهم، كما سنتابع تنفيذ ما ورد في تقرير جولدستون الذي نسيه المزاودون حتى يتم تقديم مرتكبي جرائم الحرب للعدالة الدولية.
 
 
 
أيتها الأخوات والإخوة،
 
إن أحد أهم أسباب ما حصل في قطاع غزة هو فوضى السلاح والميليشيات العسكرية للتنظيمات والخروج على قرارات الإجماع الوطني، حيث أودى بوحدتنا، ونحن لن نسمح به هنا، فالسلاح سلاح واحد، سلاح الشرعية، ولن يكون هناك تقاسم أو محاصصة في هذا الركن الحيوي من أركان وحدتنا ونظامنا الدستوري.
 
لقد استطعنا رغم كل المصاعب التي يضعها الاحتلال في طريقنا من استيطان وجدار الفصل العنصري والحواجز والاعتقالات والاجتياحات وغيرها، أن تنجز حكومتنا هنا تطوراً ونقلة نوعية في مجالات عدة، فهناك تحسن جذري في الأمن وازدهار اقتصادي ملموس، وأداء مالي شفاف ومحكم، وتطور في البنى التحتية، وتوسع في العمران، ونظام ضريبي عادل وكفؤ، وإصلاح في نظام القضاء والمحاكم وتطور في الحياة الثقافية والاجتماعية.
 
لقد استعدنا ثقة العالم وتقديره لنا، واكتسبنا جدارة بناء دولة مستقلة تنافس دولاً كثيرة في كفاءة الأداء والقدرة على تلبية احتياجات مواطنيها بالقليل من الموارد، وشهدت لنا مؤسسات دولية محترمة بما أنجزناه في هذه الحقول كافة، كما أن حركة المقاومة الشعبية للاستيطان والجدار تتسع، وتستقطب المظاهرات والمسيرات والاعتصامات السلمية في القدس ونعلين وبلعين والمعصرة وغيرها بمشاركة متضامنين أجانب ونشطاء سلام إسرائيليين، فلهم منا كل التحية والتقدير.
 
أخواتي إخوتي،
 
إن اهتمامنا بشعبنا واحتياجاته لم يقتصر على الوطن، ففي مواجهة المأساة التي تعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في العراق من قبل ميليشيات إجرامية ومذهبية، بذلنا أقصى جهودنا لتأمين المساعدات لهم في المخيمات التي أقيمت على الحدود العراقية الأردنية، والعراقية السورية، وبحثنا موضوعهم مع القيادات العراقية وطلبنا من دول عربية شقيقة ودول أجنبية صديقة أن تستضيفهم، ولا زلنا نتابع هذا الموضوع مع كل الجهات المعنية حتى نجد حلاً لهذه المأساة التي تدمي قلوبنا، بانتظار أن يأتي اليوم الذي يعود فيه هؤلاء الإخوة إلى وطنهم، فلهم منا التحية والمحبة وكل التضامن والمساندة.
 
وأولينا اهتمامنا لوضع أبناء شعبنا في لبنان، الذين عاشوا أصعب الظروف طيلة سنوات النكبة، فسعينا مع أشقائنا المسؤولين في لبنان لتخفيف القيود والقوانين التي تحرم اللاجئ الفلسطيني من العمل في عشرات المهن، ولا تسمح له بشراء منزل يعيش فيه، وأكدنا للقيادات اللبنانية بأن أهلنا في لبنان ضيوف مؤقتون حتى يتحقق لهم حلم العودة إلى وطنهم، وأننا نرفض التوطين، كما نرفض الاصطفاف إلى جانب طرف دون آخر في لبنان، ونُؤيد كل ما من شأنه فرض سلطة الدولة اللبنانية وقوانينها، إذ لا مصلحة لنا سوى أن يكون لبنان موحداً ومستقراً ومزدهراً.
 
وأود توجيه الشكر لفخامة رئيس الجمهورية، ولرئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، ولأعضاء الحكومة والبرلمان على القرارات التي اتخذت للتخفيف من معاناة أبناء شعبنا، ولن ننسى ما قدمه هذا البلد العزيز وشعبه من تضحيات تستحق كل الشكر وكل التقدير.
 
ومن منطلق مسؤوليتنا قررنا إنشاء صندوق الطالب الذي وفر الأقساط الجامعية هذا العام لنحو ألفي طالب وطالبة في لبنان ونعمل على تأمين الموارد لاستمرار هذا الصندوق وأن يتوسع في المستقبل، لمساعدة طلبتنا المحتاجين في أماكن أخرى، كما أننا أنشأنا صندوقاً للتكافل الأسري نهدف من خلاله إلى توثيق عرى التآخي بين أبناء شعبنا ليساعد المقتدرون المحتاجين عبر علاقة مباشرة فيما بينهم.
 
إن وحدة الشعب وشرعية تمثيله قضية مقدسة لا يجوز المساس بها، ولنتذكر ونحن نحتفل بذكرى انطلاقة الثورة، أن أحد أهم إنجازاتها كانت إعادة وحدة الشعب ووحدة الهدف وتحرير الإرادة، على أنقاض الانقسام والتشرذم، فهذه الوحدة سنحافظ عليها ونتمسك بها، وسنُفشل كل مخططات المتآمرين عليها.
 
يا أبناء شعبنا.. أيها الفلسطينيون في الوطن والشتات..
 
ستة وأربعون عاماً من عمر هذه الثورة، أبرزت للعالم بأسره أن منظمة التحرير الفلسطينية، بقيادة حركة فتح، هي حركة تحرر وطني، ديمقراطية وعصرية، لا تُميز بين المواطنين على أساس الدين أو الجنس أو الانتماء، تُولي اهتمامها لأمن المواطن وللقمة عيشه، وللعلم وللثقافة والفنون، وكلها قيم ثبتناها في قانوننا الأساسي.
 
وكانت فتح وستبقى رمزاً وأملاً ورائدةً لنضال الشعب الفلسطيني رغم حملات النيل منها وتشويه صورتها وإثارة الفتن في داخلها.
 
إن التاريخ لن يعود أبداً إلى الوراء، فحياتي كرستُها من أجل تحقيق مشروعنا الوطني بإنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة، وسنواصل بكل الإيمان والعزم هذه المسيرة المنتصرة بإذن الله.
 
أخواتي .. إخوتي ..
 
تتساءلون بلا شك، أين نحن اليوم من عملية السلام والتسوية؟ وما هي خياراتنا؟
 
لقد كان مقدراً لعملية السلام التي ابتدأت عام 1993 أن تنتهي خلال سنوات قليلة بانسحاب إسرائيلي كامل من أراضينا التي احتلت عام 1967، وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين حسب قرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية للسلام، إلا أن عملية السلام هذه تعثرت لأسباب متعددة منها اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يتسحاق رابين، والعدوان الإسرائيلي على لبنان ومجزرة قانا وزيارة شارون للأقصى مما أدى إلى اندلاع الانتفاضة الثانية وما رافقها من عنف وإراقة دماء، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحت غطاء هذه الأحداث وغيرها، استغلت الحكومات الإسرائيلية الوضع لتواصل التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وبناء جدار الفصل العنصري، كما تعرضت مدينة القدس المحتلة لعملية تهويد واسعة بهدف تصفية الوجود الفلسطيني الإسلامي والمسيحي، استناداً إلى جملة من القرارات الحكومية والبلدية، والممارسات العنصرية لغلاة المتطرفين الإسرائيليين.
 
شهدنا سنوات صعبة، ما بين عام ألفين إلى ألفين وخمسة، استشهد خلالها الأخ أبو عمار، وتوقفت المفاوضات، وشنت علينا حملة إعلامية تتهمنا بالإرهاب وفرض علينا حصار مالي واقتصادي. في تلك الظروف تحملت المسؤولية كرئيس للجنة التنفيذية وللسلطة الوطنية الفلسطينية، وكانت المهمات صعبة على الصعيدين الداخلي والخارجي، فكيف يمكن إعادة الزخم لعملية السلام؟ كيف يمكن التعاطي مع حكومة إسرائيلية انتخبت وهي ترفع شعار التنكر لكل الاتفاقيات والالتزامات؟ كيف يمكن أن تعود الولايات المتحدة الأميركية بكل ما لها من ثقل للاهتمام بعملية السلام؟ كيف نُظهر أن الأخ أبا عمار لم يكن سبب فشل كامب ديفيد عام 2000؟
 
أيتها الأخوات .... أيها الإخوة
كانت العودة الحقيقية للمفاوضات مع إسرائيل بعد مؤتمر أنابوليس، نتيجة مساعٍ وجهودٍ أميركية ودولية ودعم عربي، وخلال ثمانية أشهر من العمل مع حكومة أولمرت، ومشاركة الولايات المتحدة الأميركية، توصلنا إلى تفاهمات هامة، فكانت المرة الأولى التي تعلن فيها أميركا على لسان وزيرة خارجيتها السابقة كوندوليزا رايس، أمام الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، أن الأرض الفلسطينية المحتلة من وجهة النظر الأميركية هي قطاع غزة، والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية والبحر الميت وغور الأردن والمنطقة الحرام التي كانت بين إسرائيل والأردن.
 
كما تم إنجاز الملف الخاص بموضوع الأمن بعد قيام دولتنا الفلسطينية وحظي بموافقتنا وموافقة مصر والأردن وإسرائيل والولايات المتحدة، وهو محفوظ لدى الإدارة الأميركية، وكان من جملة ما تضمنه أن قوات دولية ستتواجد على حدود الدولة الفلسطينية بشكل مؤقت، ولن نقبل ببقاء أحد من جنود الاحتلال أو من رعاياه على أرضنا.
 
ومع ذلك فإننا لم نتقدم نحن والإسرائيليون كثيراً في موضوع حدود الدولة حيث اختلفنا على التبادلية، لكن المفاوضات كانت جادة ومعمقة، ووضعت على طاولة النقاش كل قضايا الحل النهائي بما فيها قضية اللاجئين وقضية القدس. ثم جاءت إدارة أميركية جديدة، وحكومة إسرائيلية جديدة.
 
لم تعترف الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بكل التفاهمات مع الحكومة السابقة، ولم نسمع كلمة واحدة تُشير إلى موافقتها على خطة خارطة الطريق، وما تضمنته من التزامات على إسرائيل الوفاء بها، وأولها تجميد الاستيطان بكافة أشكاله، بما في ذلك ما يسمى النمو الطبيعي، بل أُعلن عن عشرات المشاريع الاستيطانية، وبدأوا يطالبوننا بأن نعترف بإسرائيل دولة يهودية.
 
أما الإدارة الأميركية الجديدة ورئيسها باراك أوباما فبدأت بداية مشجعة جداً بمطالبتها تجميد الاستيطان لضمان نجاح المفاوضات، وتعيين السناتور ميتشل مباشرة وسيطاً لعملية السلام، وتجاوبنا ومعنا الأشقاء العرب مع المساعي الأميركية، فوافقنا على المفاوضات المباشرة شريطة وقف الاستيطان ثم على صيغة المحادثات التقريبية للوصول إلى اتفاق بشأن قضيتين سبق، أن حدث تقدم بشأنهما كما قلت وهما قضيتا الحدود والأمن.
 
لم تحقق تلك المحادثات تقدماً، فطلبت منا الإدارة الأميركية عقد لقاءات ذات طابع تشاوري، فوافقنا عليها أيضاً، لكنها كانت مرة أخرى بدون نتيجة لأن الحكومة الإسرائيلية ترفض تجميد الاستيطان، وترفض البحث في موضوع الحدود.
 
نحن إذاً لسنا المسوؤلين عن الفشل، ويُؤسفنا أن بعض المسؤولين الأميركيين يتحدثون عن مسؤولية الجانبين، ولعل من المفارقات المثيرة للحيرة أن مسؤوليين أميركيين يقولون إنهم لا يعترفون بشرعية الاستيطان، ولا بضم إسرائيل للقدس، ثم لا نلمس أي فعل أو إجراء لمواجهة تمادي إسرائيل في الاستيطان الذي تعلن عنه بشكل سافر.
 
إننا وبرغم معرفتنا بالعلاقات الأميركية–الإسرائيلية الخاصة والمميزة، إلا أن هناك احتلالاً إسرائيلياً غير شرعي، وقرارات دولية صوتت عليها أو صاغتها الولايات المتحدة الأميركية، وتقوم إسرائيل بكل تحد واستفزاز بانتهاكها، بل تستغل -في أحيان كثيرة- الدعم غير المحدود لها فتزداد تصلباً وتشدداً وتطرفاً، وهو ما يعطي الانطباع لدى أطراف إقليمية ودولية عديدة، بأن هناك ازدواجية معايير في تطبيق القانون الدولي.
 
إن المرحلة التي نمر بها الآن والتي يتواصل فيها الاستيطان في غاية الدقة والحساسية، فاستمرار الاستيطان سيحول دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والمترابطة جغرافياً، وسيفرض علينا جميعاً خيارات أخرى لا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه، ولذلك فإننا نصر على وقف الاستيطان فوراً، وأن لا يترك لعدد من المهووسين والمتطرفين والأصوليين من رواد الاستيطان، والأحزاب الإسرائيلية التي تدعمهم، أن يقرروا مصير هذه المنطقة وجرها نحو حروب كارثية ذات طابع ديني.
 
إن مصلحة الولايات المتحدة ومصلحة شعوب المنطقة أيضاً بما فيها شعب إسرائيل، هي في إنقاذ عملية السلام، ونُطالب اللجنة الرباعية الدولية والمؤسسات الدولية المختلفة، وفي طليعتها مجلس الأمن، صياغة خطة سلام، تتفق وقرارات الشرعية الدولية بدل الاستمرار في عملية أصبحت في الحقيقة، إدارة للنزاع لا حله.
 
على الحكومة الإسرائيلية أن تتقدم بمشروعها بشأن حدود الدولة الفلسطينية على الأرض المحتلة عام 1967، وتصورها لموضوع الأمن من خلال الطرف الثالث، فالاتفاق على هاتين القضيتين هو المطلوب اليوم، وهو الذي سيسهل حل بقية القضايا الأساسية، وننتظر أن تتركز الجهود الأمريكية على ذلك.
 
إن الأغلبية الساحقة من دول العالم تؤيد وتطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وبإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة التي تعيش بأمن وسلام مع إسرائيل، وما الاعترافات الدولية التي تتوالى إلا البرهان على ذلك، ويؤسفنا أن بعض الأطراف الدولية التي تعلن تأييدها لحل الدولتين، وتطالب بإنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967، تنتقد وتعترض على الدول التي أعلنت اعترافها بدولتنا، وهنا نود أن نقدم الشكر للبرازيل والأرجنتين وبوليفيا والإكوادور والباراغواي، كما نشكر حكومة النرويج على رفع مستوى التمثيل الفلسطيني، وكل الدول التي سبق واعترفت اعترافاً كاملاً بدولة فلسطين.
 
 
أيتها الأخوات أيها الإخوة،
باسمكم جميعاً، أشكر الأشقاء في العالمين العربي والإسلامي، والأصدقاء في العالم بأسره على دعمهم وتضامنهم ومساعداتهم، كما أود بهذه المناسبة أن أتوجه لشعب إسرائيل لأقول كما قلت في مناسبات سابقة، إن الاستيطان لن يجلب الأمن، وإن الاحتلال لا يمكن أن يستمر إلى الأبد.
 
إن يدنا ممدودة للسلام، وهو سلام حددت مبادرة السلام العربية كل العناصر التي من شأنها أن تنهي هذا الصراع المزمن، وهي مبادرة تعطي الأمل لشعوب المنطقة ولأجيالها القادمة.
 
أيها الإخوة الفلسطينيون على أرض الوطن وفي الشتات. في ذكرى الانطلاقة، أتوجه بالتحية لكل مواطنة ولكل مواطن فلسطيني أينما كان، وأقول لكم أن الاحتلال إلى زوال، وإن الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية آتية لا محالة بإذن الله. 
 
وأخص بالتحية باسمكم جميعاً أسرانا وأسيراتنا البواسل وجرحانا وأبناء وبنات وزوجات وأمهات الشهداء، ونجدد العهد لهم جميعاً بأن راية الحرية والاستقلال ستبقى خفاقة حتى قيام دولتنا المستقلة وعاصمتها قدسنا الحبيبة وعودة لاجئينا.
 
ويُسعدني بهذه المناسبة، أن أوجه التهنئة لأشقائنا المسيحيين وللعالم المسيحي أجمع، بعيد ميلاد سيدنا المسيح، وأُهنئكم فرداً فرداً بالعام الميلادي الجديد، فكل عامٍ وأنتم جميعاً بخير، وعامنا المقبل إن شاء الله في القدس عاصمة دولتنا المستقلة.
 
2010-12-31
اطبع ارسل