أبو دقة: اقتحام 'وطن' و'القدس التربوي' قرصنة اقتصادية إسرائيلية
رام الله- وفا 1-3-2012
قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مشهور أبو دقة، اليوم الخميس، إن قيام جيش الاحتلال باقتحام مقرات تلفزيوني 'وطن' و'القدس التربوي' المحليين في رام الله، يأتي في إطار محاولة الحكومة الإسرائيلية إفراغ الفضاء الفلسطيني من ترددات التلفزيونات المحلية.
وأضاف أبو دقة في مؤتمر صحفي عقده في مكتبه برام الله، أن إسرائيل تريد استخدام هذه الترددات في الجيل الرابع من الهواتف الخلوية التي تستخدم التلفزيون وبحاجة إلى موجات التلفاز المحلية المتعارف على تسميتها (UHF).
وقال أبو دقة إن عملية الاقتحام تتزامن مع طرح عطاءات للحصول على هذه الترددات في إسرائيل في الوقت الراهن تمهيدا لإطلاق خدمة الجيل الرابع من الهواتف الخلوية.
وبين أبو دقة أنه حدث تطور في تخصيص نطاقات إضافية لأنظمة اتصالات حديثة على النطاق الترددي الخاص في محطات البث التلفزيوني (UHF) ومن هذه الأنظمة الخلوية النقالة IMT 2000 (International Mobile Telecommunications) وأيضا الجيل الرابع LTE (Long Term Evolution) الأمر الذي يجعلنا نعتقد أن إسرائيل تسعى لإخلاء ترددات الـ(UHF) حتى تتمكن من استخدام النطاق الترددي لبناء هذه الأنظمة خاصة وأن العالم يتجه إلى البث الرقمي خلال السنوات القادمة وترغب إسرائيل باستباق هذه الانتقال بالسيطرة على هذه الترددات من الآن علما أنه لا يوجد في إسرائيل اليوم أي محطة تلفزيونية تبث على نطاق الـ(UHF)، لقد طلبت إسرائيل من الاتحاد الدولي توسيع استخدام الترددات في نطاق الـUHF ولم يقبل الطلب.
ونفى أبو دقة أن يكون لهذه المحطات أي تأثير على ترددات عمل المطارات خصوصا مطار اللد، وقال، 'ترددات المحطات الأرضية في المطارات وترددات الطائرات نفسها لا تعمل باستخدام موجات (UHF)، وأن إسرائيل تستخدم مطار اللد حجة لتدمير هذه المحطات المحلية.
وأضاف إن الاتحاد الدولي للاتصالات قد خصص النطاقات الترددية التالية لمجموعة من الخدمات: الترددات الإذاعية أف أم: 88-108 MHz، وترددات الطيران المدني ترددات المطارات: 108-118MHz، وترددات الطائرات: 118-137MHz، فيما خصصت ترددات البث التلفزيوني (UHF): 470-862MHz، وهذا ينفي مزاعم الاحتلال بوجود تشويش على المطار.
وأكد أبو دقة أن تلفزيوني وطن والقدس التربوي مسجلان في وزارة الاتصالات وفي الاتحاد الدولي للاتصالات الدولية في جنيف بعلم إسرائيل وبموافقتها، ولم يسبق أن اشتكت وزارة الاتصالات الإسرائيلية من أي تشويش من قبل هاتين المحطتين، فما الذي تغير في هذا الوقت لتصبح موجات هذه المحطات المحلية خطرا على إسرائيل؟'.
وقال أبو دقة إن هذا العمل يصب في خانة إعادة احتلال الفضاء الفلسطيني خدمة للمشروع الإستيطاني، وإن هذا الإجراء التعسفي يتناقض مع جميع القرارات الدولية وحتى الاتفاقات الموقعة بين الطرفين.
وبين أبو دقة أن قناة الاتصال بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وفقا لما نص عليه اتفاق (أوسلو) هو اللجنة الفنية المشتركة (JTC) وأي مواضيع خلافية بين الطرفين يجب أن تعالج في إطار اللجنة وما قام به الجيش الإسرائيلي هو خرق واضح للاتفاق الموقع، ولن نتعامل بالمطلق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي'.
وبين أبو دقة أن عودة الجانب الإسرائيلي بمخاطبتنا من خلال الإدارة المدنية أو الجيش أمر مرفوض ويتناقض مع الاتفاقات الموقعة بين الطرفين، فالقناة الشرعية المتفق عليها للمخاطبة وحل الخلافات الفنية هي اللجنة الفنية المشتركة المشكلة حسب ما نصت عليه المادة (36) من الاتفاق المرحلي (أوسلو).
وعبر أبو دقة عن خشيته من أن تتصاعد الحملة المسعورة ضد محطاتنا وترتفع وتيرة عمليات الاقتحام والإغلاق اللذين طالا كافة المحطات الإذاعية والتلفزيونية، وقال، 'لذلك يجب فضح هذه الممارسات الاحتلالية في كافة المحافل الإقليمية والدولية'.