أنف البلكيمي... وانوف قيادة حماس
جريدة الحياة الجديدة
بقلم موفق مطر 6-3-2012
نسأل الدكتور محمود الزهار, ما هي الضمانات التي ستقدمونها للشعب الفلسطيني, بأنكم ستحترمون نتائج الانتخابات القادمة وتعيدون « السلطة المخطوفة» لمنظمة التحرير الفلسطينية اذا جاءت رياح الانتخابات بغير ما تشتهي سفن مشروع «اخوانكم»؟!
فلو ان أحدا في منظمة التحرير أو السلطة الوطنية أو حركة فتح أراد البناء على الافتراضات, والسير على سكتها, لوقف ليبرمان برفقة نتنياهو على ذروة جبل المكبر ليراقبوا بشماتة سقوط المجموع الوطني الفلسطيني المريع نحو الهاوية, فالأصل أن القائد حافظ لعهوده وضامن لاتفاقياته, ويعتقد باحترام الموقع معه على الاتفاق, ويثق, أما اذا حدث انقلاب أخلاقي فهذا شأن المنقلب, لكن المؤمن العاقل لا يلدغ من الجحر مرتين.
استصغرت قيادة حماس بغزة رئيس مكتبها السياسي, وقزمت مكانته إثر توقيعه على اعلان الدوحة, لكن اسلوبهم المتبع كالمثل « ضربة عالحافر وضربة عالسندان» باتت نشازا تشمئز منه الأسماع, عدا تبادل أدوار اشبه « بلعب العيال» لا يمكن تفسيره سوى على عقلية الاستصغار للشؤون الوطنية الاستراتيجية والحساسة, واستصغار شأن قائد حركة تحرر الشعب الفلسطيني ورئيسه المنتخب, الذي يتعالى على جراح الاتهامات والافتراضات الباطلة من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني العليا, اذ يأتي ناطق اعلامي باسم حماس ليقول ان بامكان الرئيس ان يبدأ المشاورات وبما انه لم يبدأ فهو يتحمل مسؤولية عدم تشكيل الحكومة!!( الله..الله) وكأن الرئيس ابو مازن لم يعقد اتفاقا رسميا مع رئيس مكتبهم خالد مشعل. أو لكأنهم لا يعلمون ان رئيس سياستهم هو من طلب راجيا الرئيس تأجيل تشكيل الحكومة, لأنه بالعربي الفصيح غير مقتنع بمبررات « اخوانه» الرافضين للاعلان, وأنه يخجل من مجرد طرحها على مسامع الرئيس لأنها ليست من عائلة المنطق اطلاقا!.
ما زال الرئيس ابو مازن ينتظر ردا رسميا من رئيس المكتب السياسي لحماس, اذ قاربت مدة الاسبوعين على الانتهاء وهي المدة التي طلبها مشعل لاقناع قيادة حماس في غزة بضرورة تنفيذ اعلان الدوحة الذي وقع عليه الى جانب الرئيس ابو مازن الموثق بشهادة امير قطر حول تشكيل حكومة المستقلين برئاسة ابو مازن حسب بنود الاعلان, فمشعل كان قد طلب من الرئيس تأجيل هذا الموضوع لمدة اسبوعين, لأنه لم يستطع استيعاب المنقلبين عليه, المتقلبين بمواقفهم من مشروع المصالحة والوحدة الوطنية حسب اتجاهات رياح التيار الايراني, وعلامات تقدم دبابات الأسد في معاقل الثورة الشعبية السورية, فوافق الرئيس, لأنه يدرك ان المصالحة قرار, والأمانة تقضي قيادة الناس الى بر الأمان.
بات واضحا حجم وعمق المأزق الداخلي العاصف بحماس, اذ يحاول الناطق الاعلامي المدافع عن وجهة نظر تيار ما من تياراتها المتصارعة أخذ صلاحيات رئيس المكتب السياسي, فيدلي اسماعيل رضوان بتصريح, فيعارضه البردويل, ثم يخالفهما ابو زهري, في معمعة تصريحات خلت من المصداقية في التعبير عن موقف موحد لحماس, لكن احدا لا يستطيع اخفاء أو مسح نبرة الصراعات الحمساوية ذات النكهة الانقلابية.
لم يتبق لناطق من حماس الا اعلان اقالة خالد مشعل بضربة وقائية كما فعل الناطق باسم حزب النور السلفي بمصر الذي اقال « بضربة استباقية» النائب أنور البلكيمي قبل اقرار الحزب اقالته, فالنائب كذّب وادعى انه تعرض لعملية اعتداء وسرقة 100 الف جنيه, فيما حقيقة الأمر أنه قد أجرى عملية تجميل لأنفه, فلا اعتدى عليه احد ولم يسرقه أحد وانما خسر كل شيء وكسب انفا اجمل. فماذا ستفعل حماس بعد كل فرص التجميل التي حظيت بها قيادتها الموافقة والرافضة على حد سواء...؟؟!!.