
قريع يدعو لضرورة تثبيت الوجود الفلسطيني في وجه السياسة الإسرائيلية
القدس- وفا 6-3-2012
دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون القدس، أحمد قريع (أبو العلاء)، إلى ضرورة تثبيت الوجود الفلسطيني في إطار حوار تقوم به فعاليات سياسية وفكرية وأكاديمية من أجل وضع خلاصة لإثراء الحوار الوطني.
وقال أبو العلاء، خلال كلمة ألقاها في ندوة سياسية متخصصة عقدتها دائرة شؤون القدس في جامعة القدس، حول 'آليات تثبيت الوجود الوطني الفلسطيني في وجه السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى إفشال حل الدولتين، وحسم موضوع القدس عاصمة الدولة الفلسطينية'، إن هذه الندوة جاءت لدراسة وتشخيص المصاعب والتحديات واستكشاف الخيارات والآليات، ووضع الإستراتيجيات الملائمة لتحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا، في حوار مفتوح على شكل عصف فكري.
وأكد أن 'أحد أهم الأسس التي قام عليها المشروع الاستيطاني الصهيوني الذي غزا البلاد قبل نحو قرن من الزمان كان ماثلاً في سياسة اقتلاع الفلسطيني وتهجيره من أرضه، سواء أكان ذلك عبر الإجلاء القسري والاقتلاع بالعنف المادي المجرد، أو كان ذلك بالاحتلال والإحلال السكاني الاستيطاني الاستعماري والقضم التدريجي'.
وأشار إلى ضرورة إيلاء الاهتمام، واستجلاء كافة البدائل والممكنات في إطار النقاش حول متطلبات تثبيت الوجود الفلسطيني، وتحديد مقومات وآليات ذلك، باعتبار هذا الوجود في حد ذاته أحد أهم الأسلحة الإستراتيجية المتاحة.
وقال أبو العلاء 'إذا كان من الصحيح أن مشروعنا الاستقلالي قد تعثر، كما أن مشروع حل الدولتين قد فشل، وأن كثيرا من الرهانات الأولية لم تتحقق، وأن الطريق الذي كان صعباً وطويلاً لا يزال على ذات الدرجة من الصعوبة، فإن من الصحيح أننا اليوم مدعوون أكثر من أي وقت مضى لتأكيد إرادتنا وتثبيت وجودنا وتعزيز صمودنا على هذه الأرض، واستخدام ما بين أيدينا من وسائل كفاح وصمود متنوعة'.
وأضاف 'أننا نمر اليوم في مرحلة سياسية انتقالية لزجة لا قوام لها، لا سيما في المحيط الإقليمي المجاور، الأمر الذي يطالبنا بالانتقال من حالة الدفاع إلى طور الهجوم السياسي الحذر، والاستثمار في هذه اللحظة التاريخية النادرة والبناء عليها بحذر وهدوء ودون انفعال، باعتبار أن كفاحنا الوطني هو جزء لا يتجزأ من الربيع العربي، المقدر له أن يمدنا بعد حين بزخم افتقدناه طويلا'.
وقال 'إن مجموع النضالات الفردية المتفرقة في إطار وطني جامع، يمكن لها أن تتراكم في المدى المنظور لتشكل في حد ذاتها قاعدة صلبة يمكن البناء عليها'، مضيفا 'لعل صمود الأسير المناضل البطل خضر عدنان والأسيرة البطلة هناء شلبي على الجوع في وجه السجان مؤخرا، مثالا عظيما، ونموذجا ملهما، ودرسا عمليا فائق الأهمية في كيفية التسامي على الآلام، وقهر السجان وضرب المثل العياني الملموس على نجاعة الصبر والصمود والثبات بأبسط الأشكال'.
يشار إلى أنه شارك في الندوة نخبة من السياسيين والمثقفين والأكاديميين وطلبة الجامعة.