الخليل.. صمود على جبهة الزيتون
الخليل 24-10-2018 وفا
يمثل صمود المزارعين في أراضيهم وجنيهم لثمار زيتونهم في المناطق المحاذية لجدار التوسع العنصري ومحيط المستوطنات المقامة عنوة على أراضيهم، بمحافظة الخليل، قوة مثال وصمود يعتد بها في مواجهة آلة البطش الاسرائيلية المتواصلة "على مدار الساعة" بشكل ممنهج.
يقول وائل الشرباتي، أحد سكان ومزارعي تل الرميدة بمدينة الخليل، إن وصوله الى أرضه الواقعة على بعد أمتار قليلة من البؤرة الاستيطانية المسماة "رمات يشاي" تشكل رحلة معاناة محفوفة بالمخاطر في ظل سياسة القمع والاذلال التي تنتهجها قوات الاحتلال لإجباره وغيره من الأهالي على ترك أراضيهم تمهيدا لضمها الى المستوطنة .
الشرباتي الذي اكتوى بنار غلاة المستوطنين في قلب الخليل، كان يرقب بحذر أي اعتداء محتمل من المستوطنين الملاصقين لأرضه، بينما كان يتسلق شجرة الزيتون المعمرة لجني ثمارها.
"جني ثمار الزيتون بحاجة الى تنسيق مع الإدارة المدنية الإسرائيلية، والتي تمنح تصاريحا خاصة لعدد من مالكي الأرض لا سيما المسنين منهم، ويمنع الشبان والابناء أحيانا بحجج أمنية، مما يزيد من الأعباء والتعب ولا نتمكن من جني الثمار بالشكل المطلوب لتقيدنا بالوقت المحدد لدخول اراضينا" يقول الشرباتي.
ويضيف المزارع ادريس زاهدة، في العقد السابع من عمره، والمجاور لنظيره الشرباتي "طول عمرى وانا اعتني بالأرض من أيام رحمة والدي الذي ورثني إياها ولن تكون لقمة سهله لقطعان المستوطنين"، لافتا أن عمر اشجار الزيتون في حي تل الرميدة يفوق عمر الاحتلال بمئات السنين.
وما يزيد معاناة زاهدة، نقل ثمار الزيتون عبر الطرق الترابية والمسارب الوعرة بعد ان منع الاحتلال المركبات من الوصول الى تل الرميدة.
المزارع ابراهيم خليل ربعي، الذي يملك 35 دونما بمحاذاة المستوطنة المسماة "هافات ماعون" المقامة على أراضي بلدة يطا جنوب الخليل، يكشف عن سرقة المستوطنين لثمار زيتونه خلال هذا الموسم، ويشير الى المضايقات التي يتعرض لها بشكل متواصل خلال عمله في أرضه على مدار العام، ويرفض الذهاب الى دائرة التنسيق والارتباط المدني للحصول على تصريح، ويقول: "هذه ارضنا ندخلها متى نشاء ونعمل فيها وقت ما نشاء، وسنقاوم الاحتلال ومستوطنيه وسندافع عن ارضنا التي هي مصدر رزقنا وقوت أبنائنا".
ويستذكر ربعي موسم الزيتون العام الماضي عندما اعتدى مستوطنو "ماعون" على عائلته وأبنائه بالضرب وسرقوا ثمار الزيتون وقطعوا الأشجار ليلا، لإجبارهم على الرحيل وترك أراضيهم لصالح توسيع المستوطنة.
يقول مدير مديرية زراعة الخليل أسامة جرار، إن وزارة الزراعة وضمن خطتها الاستراتيجية تولى المناطق المحاذية لجدار التوسع العنصري والمستوطنات أولوية في سياستها لدعم القطاع الزراعي وتعزيز صمود المزارع الفلسطيني، لا سيما في ظل السياسة الممنهجة التي تنتهجها حكومة الاحتلال للسيطرة على أراضي المواطنين، من خلال عمليات التجريف واقتلاع الأشجار وتخريب المحاصيل الزراعية بحجج أمنية وغيرها من المبررات التي تهدف الى كسر إرادة المزارعين.
وجرفت قوات الاحتلال قبل يومين 14 دونما من أراضي بلدتي ترقوميا وبيت كاحل غرب الخليل، وهدمت بئرين، واقتلعت مئات الأشجار المثمرة بالقرب من جدار التوسع العنصري بالقرب من معبر ترقوميا.
ويقول المزارع علي الفطافطة، إنه تفاجأ بجرافة إسرائيلية بحماية قوات الاحتلال تقوم بتجريف الأراضي واقتلاع 320 شجرة زيتون ولوزيات تعود لعائلات الفطافطة والجعافرة من بلدة ترقوميا، وعائلة العصافرة من بلدة بيت كاحل.
واكد فطافطة، ان قوات الاحتلال منعت المزارعين والمتضامنين من الوصول الى هذه الأراضي التي تعتبر مصدر رزق لأصحابها، والتي تم تجريفها دون سابق انذار.