الجامعة العربية تدين استخدام إسرائيل الكلاب لمهاجمة المتظاهرين الفلسطينيين
القاهرة- وفا 21-3-2012
أدانت جامعة الدول العربية اليوم الأربعاء، أن استخدام إسرائيل للكلاب البوليسية المدربة لتفريق ومهاجمة المتظاهرين الفلسطينيين، باعتباره يمثل جريمة تخالف قواعد القانون الدولي واتفاقيات مناهضة التعذيب لعام 1984.
وأوضح قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية في تقرير له أن وحدة 'عوكتس' في جيش الاحتلال الإسرائيلي تعتبر هي الوحدة المختصة عن استخدام الكلاب المدربة ضد المواطنين الفلسطينيين، وأن الكلاب المستخدمة في جيش الاحتلال قد جرى تهجينها من نطف الذئاب والخنازير لتزداد توحشا، كالكلب من فصيلة 'البانغو' و'أمتساف' وهما النوعان الأكثر توحشا وشراسة على الإطلاق.
وقال: إن استخدام الكلاب في نهش أجساد الفلسطينيين، جريمة تتنافى مع كافة المعايير الإنسانية والأخلاقية وتصب في إطار الاستهتار الإسرائيلي بالقيم الإنسانية التي حثت عليها الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحقوق الإنسان.
وتابع: هذا الأسلوب يعد ضربا من ضروب ممارسة التعذيب والمعاملة اللاإنسانية وفق ما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، كما يعد امتهانا للكرامة الإنسانية، لما يخلقه من حالة الفزع والترويع لا سيما لدى الأطفال وكبار السن.
وذكر التقرير أنه في محاولة لصد مظاهرة أهل 'كفر قدوم' السلمية فقد استعان جيش الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 15 آذار الجاري 'بالكلاب البوليسية' لتفريق المتظاهرين ونهش أجسادهم، حيث تم توثيق قيام جندي إسرائيلي بإعطاء إشارة الهجوم لأحد الكلاب المرافقة له، والذي انقض بصورة وحشية على الشاب 'أحمد اشتيوي' (24) عاما، متسببا له بنزيف حاد في فخده ويديه.
وأضاف أن الاعتداء على 'اشتيوي' جرى على مرأى الجنود الإسرائيليين الذين لم يخلصوه من الهجوم رغم مناشداته المستمرة، كما أن عم الضحية تعرض للرش بالغاز في وجهه حين حاول إنقاذ الضحية، في صورة تدلل على تعمد الاحتلال تنفيذ هذا الاعتداء، يضاف إلى ذلك أنه تم بعد ذلك اعتقال اشتيوي وعمه الذي حاول إنقاذه من الكلاب المسعورة.
وأوضح التقرير أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسة الجرائم الإسرائيلية المتكررة بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، مؤكدا أنها تعيد إلى الأذهان 'الحقبة الهتلرية' المجرمة التي انتهجها 'هتلر' في تعليم الكلاب على القراءة والكتابة لاستخدامها في الحرب.
وقال: لقد كانت النازية المجرمة تقوم بمداهمة بيوت المواطنين اليهود ليلا مصطحبة معها الكلاب المدربة وتسبب الرعب والهلع لهم ولأطفالهم ولأسرهم، وأن استعمال نفس الأسلوب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي إنما يدلل على خطورة تردى الأساليب القمعية والوحشية ضد المواطنين الفلسطينيين إذ تقع مسؤولية مباشرة أخلاقية وقانونية على جميع مؤسسات حقوق الإنسان تجاه من يتعرض لاعتداءات بواسطة الكلاب الشرسة للتصدي لهذه الجريمة البشعة.
وشدد على أنه مطلوب عدم السكوت على فظائع وفضائح الاحتلال، حيث يجب على كافة القوى المدافعة عن الحرية والعدالة وحقوق الإنسان والمناهضة للتعذيب، أن يقفوا بحزم أمام حكومة وجيش الاحتلال لوقف هذا الأسلوب فورا، ومعاقبة مرتكبيه ومن يساندهم، وأيضا الوقوف ومساندة المتضامنين الأجانب مع الفلسطينيين في مدنهم وقراهم، المدافعين عن أرضهم ومن أجل حقوقهم التي يقرها العالم والقوانين الدولية.
وشدد التقرير على أنه بالرغم من قسوة الاعتداءات الإسرائيلية ووحشيتها، سيستمر الفلسطينيون في مقاومتهم للاحتلال ومن ضمنها الطرق السلمية التي أثبتت نجاعتها في فضح الاحتلال وانتهاكاته لحقوق الإنسان، وملاحقة المتظاهرين الفلسطينيين والأجانب بواسطة الكلاب البوليسية الإسرائيلية في الجبال وفي حقول الزيتون خلال الاعتصامات السلمية هو دليل إضافي على تلذذ الاحتلال في تعذيب الفلسطينيين ومن ينصرهم.
وتابع: إن هذا الاحتلال يرفض بأي شكل من الأشكال انتهاج الحلول السلمية في التعاطي مع القضية الفلسطينية، واختار نهج القتل والتدمير وابتكار كافة الوسائل التي تمس من كرامة الآخرين، ومن المؤسف أن المجتمع الدولي يمثل المظلة التي تحتمي بها الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.