مواطنو غزة يستعدون لاستقبال رفات ثلة من شهداء 'مقابر الأرقام'
غزة31-5-2012 وفا- خضر الزعنون
يستعد المواطنون في قطاع غزة، لاستقبال رفات نحو اثني عشر شهيداً، على معبر بيت حانون 'ايريز' شمال القطاع، كانت تحتجزهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي فيما يسمى بـ'مقابر الأرقام'.
المئات من الموطنين وممثلي كافة الفصائل الوطنية والإسلامية، وصلوا إلى معبر بيت حانون، وهم يحملون الأعلام الفلسطينية، ورايات الفصائل، وصور الشهداء الذين قضوا دفاعاً فلسطين.
ومن المقرر أن يتم نقل رفات جثامين الشهداء، الذين يصلون ظهر اليوم الخميس، في سيارات الإسعاف التي أعدت لهم، إلى مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، لإجراء الفحوصات والتأكد منها.
وستنطلق مسيرة جماهيرية، بمشاركة كافة القوى والفصائل، نحو المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة، للصلاة على جثامين الشهداء، ثم ينقل كل جثمان ليدفن في محافظته في القطاع.
ووصف الناطق باسم حركة (فتح) فايز أبو عيطة في تصريح لـ'وفا'، لحظة تسليم جثامين الشهداء بالتاريخية، قائلاً 'هذه لحظة تاريخية فيها وفاء لشهدائنا الأبطال، الذين قدموا أروحهم رخيصة من أجل قضيتهم وشعبهم، فهم يستحقون منا هذا الوفاء، ومن القيادة التي جعلت استعادتهم إلى الوطن مطلب دائم'.
وأضاف أبو عيطة، 'هي لحظة تاريخية لأهلهم وذويهم وأبناء شعبهم، الذين انتظروا بفارغ الصبر منذ عشرات السنين لاستقبال الأبطال ليكرموهم على بطولاتهم وتضحياتهم من أجل فلسطين'.
وأكد أبو عيطة، 'أن حركة فتح دعت كل الفصائل وأبناء شعبنا من أجل التوحد في استقبال الشهداء لأنهم يستحقون أن يجدوا الكل الفلسطيني في استقبالهم في لحظة تاريخية تؤكد احترام شعبنا وتقديره لأبنائه الشهداء الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل فلسطين'.
من جهته، اعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام، في تصريح لـ'وفا'، 'أن تسليم جثامين الشهداء لحظة استثنائية بالنسبة للحركة ولعوائل الشهداء ولأبناء شعبنا، فهم الذين ضحوا من أجل قضيتنا المقدسة فلهؤلاء الأبطال كل التقدير والاحترام'.
وأضاف، 'هنا على معبر بيت حانون أوسع مشاركة جماهيرية من كافة قطاعات شعبنا لاستقبال جثامين الشهداء الذين ساهموا في رفع قضيتنا، وأبقوا راية الجهاد مرفوعة'. مؤكداً أن كل القوى والفصائل تشارك في الاستقبال، وستجرى لهم مسيرة موحدة، تنطلق من مستشفى الشفاء باتجاه المسجد العمري، ثم ينقلوا إلى ذويهم لدفنهم في مدنهم.
وقال الشيخ عزام، 'يجب أن يكون الاحتفاء بهؤلاء الشهداء لائق بما قدموه في دفاعهم عن كرامة شعبنا وأمتنا'.
وشدد عزام على ضرورة فضح سياسة إسرائيل التي تحتجز الشهداء، مؤكداً أن هذه المسألة إنسانية وعمل الاحتلال على حرمان ذوي الشهداء من تسلم جثامينهم على مدار السنوات الماضية.
بدوره وصف الباحث المختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، النجاح الذي حققته السلطة الوطنية، باستعادة رفات(91) شهيداً محتجزة منذ سنوات طويلة في ما يُعرف بـ'مقابر الأرقام'، بالانجاز غير المسبوق.
وأشاد فروانة، بالجهود الكبيرة والحثيثة، التي بُذلت، سيما من قبل الرئيس محمود عباس'أبو مازن'، ووزير الشؤون المدنية، حسين الشيخ، والحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء .
وبيّن فروانة أن هذه هي المرة الأولى، التي تنجح فيها السلطة الوطنية منذ نشأتها عام 1994باسترداد هذا العدد الكبير من جثامين شهداء، فيما سُجلت نجاحات محدودة تمثلت أبرزها باستعادة السلطة الوطنية جثامين 15شهيداً في شباط/فبراير 2005، ونجحت الحملة الوطنية ومراكز حقوقية فلسطينية باسترداد جثمانين لعدد من الشهداء خلال السنوات الماضية.
ودعا فروانة كافة الجهات، الرسمية والحقوقية، والمؤسسات الدولية التي تُعنى بحقوق الإنسان، إلى استثمار ما تحقق والضغط المتواصل على دولة الاحتلال من أجل استرداد باقي الجثامين المحتجزة لدى سلطات الاحتلال منذ سنوات، من أجل تكريمهم وإعادة دفنهم حسب تقاليدهم الدينية في مقابر معدة لذلك.
يُذكر بأن دولة الاحتلال هي الدولة الوحيدة في العالم، التي تعاقب الشهداء بعد موتهم وتحتجز جثامينهم لسنوات طويلة، مخالفة بذلك المواثيق والأعراف الدولية، التي كفلت للموتى تكريمهم ودفنهم حسب تقاليدهم الدينية.