قراقع: الأسرى يهددون بالعودة للإضراب إذا استمرت ممارسات إدارة السجون
رام الله 3-6-2012
قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، 'إن الأسرى يهددون بالعودة إلى خوض الإضراب المفتوح عن الطعام، إذا ما استمر الحال داخل السجون على ما هو عليه، من الاستمرار بسياسية الاعتقال الإداري، والمداهمات وسياسة التفتيش وغيرها من الانتهاكات'.
جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر صحفي، اليوم الأحد، بمدينة رام الله، للاطلاع على واقع الأسرى المرضى داخل سجون الاحتلال، وما آلت إليه الأوضاع خاصة بعد استشهاد الأسير المحرر زهير لبادة، وذلك بمشاركة رئيس نادي الأسير قدورة فارس، والأسير المحرر عبد القادر مسالمة من مدينة الخليل، الذي قضى فترة طويلة في مستشفى سجن الرملة.
وأضاف قراقع، 'إن الأوضاع داخل السجون صعبة في ظل انتهاك إدارة مصلحة السجون للاتفاق الأخير الذي تم بموجبه وقف إضراب الأسرى، والاتفاق على عدة قضايا، حيث عمدت الإدارة إلى إصدار أحكام إدارية بحق أكثر من 30 أسيرا دفعة واحدة، إضافة إلى حرمان الأسرى الذين خاضوا الإضراب عن الطعام من 'الكانتين'، ناهيك عن سياسية الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجن الرملة الذي يمكن أن نطلقه عليه 'قبر الرملة'.
وأشار إلى أن أكثر من 1000 أسير يعانون من إمراض مختلفة، وحسب إحصاءات تقريبية فإن أكثر 18 حالة منها مصابة بإمراض مزمنة وخبيثة، والعدد آخذ بالازدياد في ظل تردي الظروف المعيشية داخل السجون وسوء الطعام المقدم لهم، وعدم وجود أطباء متخصصين للاطلاع على الحالات المرضية، وعدم وجود أجهزة طبية مساندة للمرضى، موضحا أن هناك صعوبة في إدخال الأطباء والأدوية وأجهزة الطبية اللازمة للأسرى المرضى.
وأوضح أن الوزارة وبالتعاون مع الجهات المختصة في شؤون الأسرى بصدد إطلاق حملة محلية وعالمية لإطلاق سراح الأسرى المرضى، في ظل تدني المستوى المطلوب لتفعيل هذه القضية على المستوى الدولي.
وبين أن الأسير محمود سرسك دخل يومه الـ80 في الإضراب عن الطعام، وهو في وضع صحي مترد ويتعرض لحالات إغماء متكررة، مؤكدا أنه رفض عرضا إسرائيليا بإبعاده إلى النرويج وأصر أن يتم الإفراج عنه إلى مسقط رأسه قطاع غزة.
ولفت إلى أن الأسير أكرم الريخاوي يخوض إضرابه أيضا منذ أكثر من 54 يوما، رغم ما يعانيه من أمراض؛ وذلك احتجاجا على عدم قبول محكمة 'ثلثي المدة' طلبه بتخفيض مدة الحكم له لأسباب صحية، مؤكدا أن الوزارة قدمت عدة التماسات بخصوص موضوع الأسرى المرضى من أجل الإفراج عنهم.
بدوره، اعتبر فارس أن ما يسمى بمشفى الرملة، لا يرقى إلى تسميته إلى عيادة لصعوبة الظروف التي يحتجز بها الأسرى، وعدم وجود رعاية حقيقة للأسرى المرضى من الدواء والعلاج اللازم لهم، مشددا على ضرورة تدخل دولي فوري وعاجل لإنهاء هذا الملف.
وقال فارس: الحملة التي بصدد إطلاقها تعتمد على منهجية في إطار متابعة قضية الأسرى المرضى بالدرجة الأولى في المرحلة المقبلة، ثم المطالبة بضرورة نقل هؤلاء الأسرى إلى مشافي خاصة تقدم الخدمات الطبية اللائقة، إذا ما فشلت الجهود بإطلاق سراحهم.
وأشار إلى أن الحملة ستركز أيضا على قضية الأسرى المحتجزين منذ ما قبل اتفاق أوسلو، الذين وصل عددهم إلى ما يقارب 124 أسيرا، وضرورة إثارة موضوع أسرى الاعتقال الإداري.
وتحدث الأسير المحرر مسالمة الذي عانى من سياسة الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال، عن واقع ومعاناة الأسرى المرضى داخل مشفى 'سجن الرملة'، الذي لا يليق بمستوى التسمية، قائلا، 'إن العيش داخل أقسام السجون أرحم بكثير من العيش فيه، في ظل المعاملة السيئة، والمماطلة في تقديم العلاج اللازم إن وجد أصلا'.
وأضاف أنه تابع حالة الأسير زهير لبادة الذي توفي بعد أيام من إطلاق سراحه، حيث كانت إدارة المشفى تتعمد في عدم تقديم العلاج اللازم، وإهمال تردي وضعه الصحي الخطير إلى أن وصل به الأمر بقضاء معظم وقته نائما ومغيبا عن الوعي'.
وأشار إلى أن هناك عددا من الأسرى يعانون من أمراض مزمنة وحالة صحية متردية، لا يكاد يصدقها العقل البشري.
يذكر أنه يقبع في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي قرابة (4600) أسير، من بينهم (215) طفلا، و(5) أسيرات أقدمهن الأسيرة لينا الجربوني من المناطق المحتلة عام 1948 والمعتقلة منذ أكثر من عشر سنوات، و(302) معتقل إداري، و(27) نائبا والعديد من القيادات السياسية، وأكثر من 24 أسيرا معتقلين منذ ما قبل أوسلو، بالإضافة إلى ثلاثة وزراء سابقين ونواب في المجلس التشريعي، وهؤلاء موزعون على أكثر من سبعة عشر سجنا ومعتقلا ومركز توقيف أبرزها نفحة، وريمون، والنقب، وعوفر، ومجدو، وهداريم، وعسقلان، وهشارون والرملة.