حاضر سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية الدكتور محمد الأسعد، في الجامعة اللبنانية الأميركية، تحت عنوان: "السلام العادل ،الرؤية الفلسطينية والحلول الممكنة". استهل السفير الأسعد المحاضرة بتوجيه الشكر الجزيل للدكتور عماد سلامة مسؤول قسم الدراسات السياسية والدولية والعدالة الاجتماعية وحل النزاعات و بالحضور المشارك. وقال السفير الأسعد: "يسعدني أن أكون بينكم اليوم في هذا الصرح الأكاديمي لأن الجامعات ليست مجرد أماكن لطلب العلم فقط، بل هي مساحات لبناء المستقبل وتنوير العقول الساعية وراء الحق والحقيقة". و أكد الأسعد أن "الرؤية الفلسطينية هي دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وحل عادل لقضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية"، مؤكداً أن "حل الدولتين ممكن تحقيقه في حال توافرت الارادة الدولية عبر الضغط على دولة الاحتلال الامتثال لكافة القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية". واعتبر السفير الأسعد أن "المطلوب هو الاعتراف الدولي الكامل بدولة فلسطين وقبولها عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة، مما يساهم في احلال السلام في منطقة الشرق الأوسط وينزع فتيل الصراعات". وقدم السفير الأسعد شرحاً مفصلاً حول المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية منذ "وعد بلفور" مروراً بالنكبة وانطلاق الثورة الفلسطينية وصولاً لانتفاضة الحجارة، وتوقيع اتفاقيات أوسلو وعودة النضال الفلسطيني إلى أرضنا واستشهاد الرئيس القائد ياسر عرفات". وأشار السفير الأسعد إلى "تبني الرئيس محمود عباس خيار المواجهة الدبلوماسية والمقاومة الشعبية السلمية طريقاً لنيل حقوقنا المشروعة"، معتبراً أن "حصول فلسطين على صفة مراقب في المنظمة الدولية وانضمامها إلى العشرات من الاتفاقات والمعاهدات الدولية، هو انجاز كبير على طريق استعادة حقوقنا الكاملة". ولفت إلى أن "الوحدة الوطنية خيار أساسي لدى القيادة الفلسطينية تحت مظلة "منظمة التحرير الفلسطينية" الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده"، مؤكداً أن "مصلحة شعبنا الصابر والصامد يجب أن تكون الأولوية على أجندة الكل الفلسطيني". ونوه السفير الأسعد ب"دور المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان مع الصديقة فرنسا في حشد الدعم الدولي للاعتراف بدولة فلسطين ما رفع عدد الدول المعترفة إلى 159 دولة". كما أشاد الأسعد ب"دور كل من مصر والاردن الداعم لموقف الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية في مواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهجير شعبنا من أرضه". وأكد الأسعد أن "العدوان الإسرائيلي استهدف وجود شعبنا في قطاع غزة عبر تنفيذ حرب إبادة شنتها دولة الاحتلال اسفرت عن استشهاد وجرح ونزوح مئات الالاف من أبناء شعبنا وتدمير شبه كامل للقطاع وفقدان كافة مقومات الحياة فيه". وحول العلاقات اللبنانية - الفلسطينية شكر السفير الأسعد "لبنان رئيساً وحكومة وشعباً لاحتضانهم القضية الفلسطينية وتحملهم تداعياتها"، مؤكداً على "عمق العلاقات بين الشعبين اللبناني والفلسطيني والالتزام بمخرجات القمة التي عقدها الرئيس محمود عباس مع الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون في أيار الماضي، والتزام دولة فلسطين بسيادة واستقرار لبنان الشقيق وبسط سلطته على كافة أراضيه بما فيها المخيمات الفلسطينية، وتسليم السلاح، والعمل على تخفيف معاناة شعبنا اللاجئ بالتنسيق والتعاون الرسمي بين البلدين". و تم توجية أسئلة من الحضور، أجاب عليها السفير الأسعد.