كلمة رئيس "لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني" الدكتور خلدون الشريف في حفل توقيع كتاب الإعلامي هيثم زعيتر في "منتدى العزم الثقافي"
بيت الفن – الميناء – طرابلس
السبت 15/12/2012
كنت أرغب أن أتحدث بالسياسة الوطنية وبالسياسة اللبنانية لأنني:
أولاً: في مدينتي في طرابلس.
ثانياً: معني بكل ما جرى ويجري على ساحة هذه المدينة وساحة لبنان، وعلى ساحة ما يجري في العالم العربي من المحيط إلى الخليج.
لكن المناسبة غيرت في رأسي بعض الأفكار حين قال الصديق محمد الحسن أريد ان أعرفك على الاستاذ هيثم زعيتر من جريدة "اللـواء" قلت له هو من بعلبك، قال لي من فلسطين، لم أكن أعلم أن عائلة زعيتر يلتقي عليها لبنانيون وفلسطينيون ومن طوائف مختلفة، وحين تعارفت إلى سعادة السيد أشرف دبور سفير دولة فلسطين، تعمد هو أن ألتقيه في آخر حلقات لقائي مع كل الفصائل الفلسطينية، والفصائل الفلسطينية المنقسمة، ولو أنها لا تعني بذلك شيء في هذا الوطن العربي، ولكن تتميز هذه القضية وهذا السفير بأنه قادرٌ على استمرار حل كل الخيوط مع كل الأطراف دون كلل أو ملل، ولو انتمى قلبه وعقله ووجدانه إلى تيار محدد من القضية الفلسطينية.
أيها السادة ما قاله الأصدقاء والأحبة هيثم زعيتر وسعادة السفير أشرف دبور وأخي محمد الحسن بشأني كثير، بمعنى أنني منذ توليت رئاسة "لجنة الحوار" لم أقم بأكثر مما يمليه علي واجبي، بل على العكس، بدأت أشعر أنني أعجز أن أقدم الحد الأدنى من المطلوب تقديمه لأننا لا نستجلب الحق ولا نقر بالحق ونضع بعض الأحيان رؤسنا في الرمال لكي لا نرى.
أيها الإخوة
ليتني لم أتولى الملف الفلسطيني، لأنني أشعر اليوم أن الظلم الذي وقع على من يقيم على أرضنا وبيننا وفي بيوتنا هو ظلم غير مبرر، لأنني أشعر أن المخيمات الفلسطينية، هي بؤر قابلة على التحول بأي لحظة، إلى أي شيء لا يشبه الحدث الإنساني.
أيها الإخوة
طبعاً هي ليست مسؤولة الدولة وحدها، هي مسؤولية مشتركة تنتج عن تراكمات وتراكمات مضى عليها 65 عاماً، فإذا بنا أمام مشكلة تكاد تكون غولاً قادرة على الافتراس، وقادرة أن تفترس، وتجربة نهر البارد ليست بعيدة، بل هي قريبة جداً، وهي قابلة للتكرار إذا لم نحسن التيقن لبنانيين وفلسطينيين، فلسطينيون ولبنانيون، لأن هذا الأمر معني فينا، نحن نقول، من هنا الفلسطينيون يعيشون على أرضٍ لبنانية يجب أن يخضعوا للقوانين اللبنانية، وأن يحق لهم ما يحق لكل اللبنانيين باستثناء حق الانتخاب والحصول على الجنسية، وكل ما هو سوى ذلك حلقة من حلقات الظلم.
أيها الإخوة
أؤكد لكم جميعاً وأوكد لسعادة السفير، أن القضية الفلسطينية التي ترعرعت عليها منذ كنت طفلاً دون الثانية عشر كانت في قلبي ووجداني، أما الآن فقد أصبحت جزء من تركيبتي، وأصبحت أكثر معنياً بها، وأكثر إيماناً، وأكثر إدراكاً لأخبارها ومخاطرها على الشعب الفلسطيني وعلى الشعب اللبناني، وأكثر فهماً أن المسألة الأمنية هي جزء بسيط من طريق العلاج،الذي يجب أن نسلكه لمعالجة وضع الفلسطينيين في لبنان. أنا أوكد لكم أن هذه القضية بوجودي في رئاسة اللجنة كسبت مقاتلاً شرساً سيبقى يقاتل حتى ينقطع فيه النفس من أجل الفلسطينيين في لبنان ومن اجل قضية فلسطين.
إلى الكاتب والصديق والحبيب هيثم زعيتر، شكراً لك على تأليفك لمرحلة من مراحل النضال الفلسطيني، وإلى الأخ والصديق أشرف دبور عملك وسامٌ على صدرك، وهو واجب، وعملنا إلى جانبك هو التزام بالقضية الفلسطينية،كانت ولا زالت وستبقى تشكل القضية المركزية، على رغم تعدد القضايا، وتضخم القدرات، وعلى رغم توزع القوى وتشتتها، وعلى رغم الدماء النازفة من هنا وهناك وهنالك، على الرغم من الظلم اللاحق بالشعب العربي في أقطار عدة، تبقى فلسطين هي البوصلة، وتبقى فلسطين هي القضية، وبالتأكيد حل قضية فلسطين يؤدي إلى حل الكثير من القضايا على مستوى الوطن العربي، لأن عدونا هو عدو الأمة، عدو العرب في كل مكان وكل زمان حتى يزول هذا العدو.