التاريخ : الثلاثاء 16-04-2024

نيابة عن الرئيس: السفير دبور يضع اكليلا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية في بير    |     الرئيس يدعو لاقتصار فعاليات عيد الفطر على الشعائر الدينية    |     "هيومن رايتس ووتش": التجويع الذي تفرضه إسرائيل على غزة يقتل الأطفال    |     فرنسا تقترح فرض عقوبات على إسرائيل لإرغامها على إدخال المساعدات إلى غزة    |     ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 33,360 شهيدا منذ السابع من تشرين الأول الماضي    |     اليونيسف: غزة على حافة الدمار والمجاعة    |     أردوغان: سنواصل دعمنا للشعب الفلسطيني حتى إقامة دولته المستقلة    |     قوات الاحتلال تقتحم طولكرم وتعتقل سبعة مواطنين    |     غوتيرش ينتقد منع الصحفيين الدوليين من دخول غزة و"رابطة الصحافة الأجنبية" تعرب عن مخاوفها    |     رئيس الوزراء يلتقي وزير الخارجية السعودي في مكة    |     الرئيس المصري يستقبل رئيس الوزراء محمد مصطفى    |     الجمعية العامة للأمم المتحدة تعقد جلسة حول الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية    |     مجلس الأمن يقر بالإجماع إحالة إعادة النظر في طلب فلسطين للعضوية الكاملة إلى لجنة العضوية    |     الاحتلال يمنع رفع الأذان وأداء صلوات المغرب والعشاء والتراويح في حوسان    |     الزعيم الروحي للطائفة المعروفية الدرزية الشيخ موفق طريف يهاتف الرئيس لمناسبة حلول عيد الفطر    |     الرئيس يتلقى اتصالا من الكاهن الأكبر للطائفة السامرية لمناسبة حلول عيد الفطر    |     "القوى" تؤكد أهمية تضافر الجهود لوقف حرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا    |     نادي الأسير: الاحتلال يحتجز جثامين 26 شهيدا من الحركة الأسيرة    |     ملك الأردن والرئيسان المصري والفرنسي: يجب وقف إطلاق النار في غزة الآن    |     "العدل الدولية" تبدأ جلسات الاستماع بشأن طلب التدابير المؤقتة الذي قدمته نيكاراغوا بحق ألمانيا    |     "الأغذية العالمي" يجدد التحذير من مجاعة شمال غزة    |     "الخارجية" تدين جريمة اعدام الأسير دقة وتطالب المنظمات الدولية بتوفير الحماية لشعبنا    |     الاحتلال يعتقل 45 مواطنا من الضفة    |     شهداء ومصابون في سلسلة غارات اسرائيلية على مناطق وسط وجنوب قطاع غزة
الصحافة الفلسطينية » كانت غولدا أشطر!
كانت غولدا أشطر!

 كانت غولدا أشطر!

 

 

بقلم عادل عبد الرحمن

جريدة الحياة الجديدة 2-1-2013

في حمأة الهجمة الصهيونية المتطرفة على القيادة والشعب العربي الفلسطيني خرج يئير شامير، المرشح الرابع في تكتل "الليكود بيتنا" بتصريح عنصري، محاولا إعادة إنتاج ما قالته ذات مرة غولدا مائير، رئيسة الوزراء الاسبق، من ان لا وجود للشعب الفلسطيني، مدعيا، إن لا وجود لملايين الفلسطينيين اللاجئين في مختلف بقاع الارض! وبشيء من الاستخفاف بالحقائق الماثلة في الواقع، يدعي ابن إسحاق شامير، رئيس الوزراء الاسبق، أن عدد الفلسطينيين لا يزيد على مليون او مليوني شخص، ولذلك من وجهة نظره، لا تتم إقامة دولة لكل مليون شخص في العالم!؟

ولهذا رفض شامير الابن خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967. كما رفض خيار الدولة الواحدة، ثنائية القومية. وكل ما يمكن منحه للفلسطينيين من وجهة نظره، هو الحد الادنى مما يتطلبه هذا الجمهور، كي يديروا شؤونهم! محاولا تعميق سياسات أبيه المتطرفة والمعادية للسلام والفلسطينيين على حد سواء.

يئير شامير، الذي من المتوقع ان يتسلم حقيبة وزارية مهمة في الحكومة القادمة بعد الانتخابات، شاء ان يضرب على وتر التطرف والعنصرية وسياسة التطهير العرقي لكسب قوى الشارع الاسرائيلي الغارقة في وحول التعبئة الفكرية والسياسية والدينية، التي يمثلها.

ولكن بقراءة تصريحات شامير الجديد، يلحظ المرء، انه فاقد الاهلية السياسية، ولا يملك سوى النضح من معين الايديولوجيا العنصرية والديماغوجيا التظليلية، لا سيما وان الحقائق تفند اكاذيبه، وتعريها تماما، أولاً، ان كان لا يعرف، فعدد من الدول التي تصوت لاسرائيل تاريخيا كمكرونيزيا لا يزيد عددها على عشرة الاف نسمة، وغيرها من الدول لا يرقى عددها للمليون؛ ثانيا، الشعب العربي الفلسطيني في آخر إحصائية لمركز الاحصاء الفلسطيني، بلغ عدده (11,6) احد عشر مليونا وستمئة الف نسمة، في الاراضي المحتلة عام 1967 اربعة ملايين وأربعمئة الف، وفي داخل دولة التطهير العرقي الاسرائيلية مليون وأربعمئة الف نسمة، وفي الشتات خمسة ملايين وستمئة وستون الف نسمة. اي ان عدد الفلسطينيين يضاهي تقريبا عدد اليهود في العالم تقريبا وليس في إسرائيل.

ومع ذلك حتى لو كان عدد الفلسطينيين كما ذكر ذلك المزور للحقائق كما غولدا مائير، التي حاولت طمس وجود الفلسطينيين في مطلع السبعينيات، حينما قالت :لا وجود لشعب فلسطيني! رغم ان الثورة الفلسطينية المعاصرة كانت تقض مضاجع الدولة الاسرائيلية، وأوقعت في جيشها العديد من الهزائم، لعل ابرزها معركة الكرامة في اذار/ مارس 1968. ففشلت في الدفاع عن كذبتها وتزييفها للحقائق، لأن القيادة الاسرائيلية إعترفت بالشعب العربي الفلسطيني، ليس لأنه موجود، وليس لأنه صاحب الارض المحتلة عام 1948، عام النكبة، بل لأنه صاحب الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي اوجعت إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة، وأرغمتهما على الاقرار المبدئي بالحقوق الوطنية الفلسطينية. ومع ذلك، فإن المليون فلسطيني او المليونين، يستحقون دولة، فما بال شامير الابن حين يكون عدد الفلسطينيين حوالي الاثني عشر مليونا؟

سقط شامير في اختبار الذكاء، كما سقطت من قبله غولدا مائير، لأن كل المعطيات والمؤشرات والاحصاءات الاسرائيلية والأممية، وليس الفلسطينية تفقده ادعاءه. وتكشف هشاشة منطقه الغوغائي. وبالضرورة تكشف الاتجاه العام للحكومة الاسرائيلية القادمة بزعامة نتنياهو( ان لم يحدث اية تطورات غير محسوبة، تعيد خلط الاوراق في الساحة الانتخابية الاسرائيلية) المعادي للسلام، ورفضها اي خيار من خيارات التسوية السياسية. فشامير لا ينطق عن الهوا، ولا يهرج بل يعلن عن برنامج عمل حكومة "الليكود بيتنا" القادمة. وهو ما يستدعي من القيادة الفلسطينية والدول العربية وأقطاب الرباعية الدولية الانتباه لما تتجه اليه إسرائيل في قادم الايام، والعمل على كبح النزعات العدوانية للقيادات الاسرائيلية من خلال الضغط سياسيا وديبلوماسيا واقتصاديا وامنيا، لالزامها بخيار الدولتين على حدود الـ 67. وإلا فإن إسرائيل تدفع المنطقة برمتها الى دوامة العنف والحرب والاستيطان الاستعماري.

2013-01-02
اطبع ارسل