عبد الرحيم: شهيدا عنبتا قتلا بدم بارد ومبررات جيش الاحتلال لا أساس لها من الصحة
التضحيات لن تزيد شعبنا إلا تصميما وتمسكا بحقوقه الوطنية العادلة
طولكرم 4-4-2013
شيعت جماهير طولكرم اليوم الخميس، الشهيدين ناجي بلبيسي وعامر نصار من بلدة عنبتا، اللذين استشهدا الليلة الماضية بالقرب من حاجز عناب شرق المحافظة.
وحمل المواطنون وأفراد الأمن الوطني الجثمانين من مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي على الأكتاف، وقد لفا بالعلم الفلسطيني، وسط التكبيرات والهتافات الغاضبة المنددة بالجريمة الاحتلالية البشعة.
وجاب المشيعون شوارع المدينة باتجاه شارع نابلس، قبل أن ينقل الجثمانان إلى مسقط رأسيهما عنبتا، ليواريا الثرى.
وأغلقت المحلات التجارية أبوابها، وعلّقت جامعتا القدس المفتوحة وفلسطين التقنية خضوري الدوام حدادا على أرواح الشهداء.
وشارك أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ممثلا عن الرئيس محمود عباس، وعضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' محمود العالول، والمفوض السياسي العام الناطق الرسمي للمؤسسة الأمنية اللواء عدنان الضميري، إلى جانب الأسير المحرر خضر عدنان، في تشييع جثمان الشهيدين نصار وبلبيسي.
وأكد عبد الرحيم أن 'التضحيات لن تزيد شعبنا الفلسطيني إلا تصميما وعزما وإيمانا بالتمسك بحقوقه الوطنية العادلة، ولن يتراجع أو يستسلم أو يفرط بذرة تراب'، مستذكرا مقولة الرئيس الراحل ياسر عرفات 'ليس منا من يفرط بذرة تراب من هذه الأرض الطاهرة'.
وقال: 'يودع شعبنا شهداءه في عنبتا التي كانت دائما مهد الشهداء، هؤلاء الذي لبوا نداء الأسرى البواسل خلف قضبان الاحتلال'، مضيفا أن 'شعبنا سيستمر على الدرب نفسه للوصول إلى الحرية'.
وأضاف أن 'إسرائيل هي التي تتحمل تبعات جرائمها بحق أسرانا وأبناء شعبنا ومقدساتنا'.
وتابع: 'لقد قتلا بدم بارد، وعن عمد وسابق إصرار، وكل ما يطرحه الجيش الإسرائيلي من مبررات لا أساس له من الصحة، ولم يكن بيدهم سلاح ولم يستخدما غير الحجارة'.
وقال عبد الرحيم: 'إننا نطالب بفتح تحقيق في هذا الحادث الذي يحاولون من خلاله أن يجروننا إلى المربع الذي يريدون'، مضيفا أن 'هذا التضامن مع المعتقلين إنما يدل على وحدة شعبنا واصطفافه خلف رموز الحرية وراء القضبان'.
وسأل أمين عام الرئاسة، الله عز وجل أن يمن على الشهداء بالجنة، وأن ينزل على أهلهم السكينة والصبر والسلوان، وحيا جموع شعبنا التي قدمت من كل أنحاء الوطن لتشارك في تشييع جثماني الشهيدين.
ووضع عبد الرحيم، والعالول، إكليلي زهور باسم السيد الرئيس محمود عباس على ضريحي الشهيدين.
بدوره، نعى مسير أعمال محافظة طولكرم جمال سعيد، وقائد المنطقة العميد إبراهيم حنيحن، وقادة الأجهزة الأمنية والمؤسسات الرسمية والشعبية الشهيدين نصار وبلبيسي.
كما نعت حركة فتح إقليم طولكرم، وفصائل العمل الوطني الشهيدين، منددة بالجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال في عنبتا، محملة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن 'جريمتها الوحشية'.
وأكد أمين سر حركة 'فتح' في طولكرم مؤيد شعبان لمراسلتنا، أن الشعب الفلسطيني 'لن يسكت ولن يرضخ لجرائم الاحتلال بحق أبنائه والأسرى القابعين في السجون الإسرائيلية، وهذه الجريمة العدوانية ستقود إلى تصعيد جديد، وسيجعل ملف الأسرى مفتوحا على مصراعيه، حتى يتم الإفراج عنهم جميعا'.
وأكدت جبهة النضال الشعبي وجبهة التحرير الفلسطينية والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني 'فدا'، أن استشهاد الشهيدين في عنبتا 'يأتي ضمن انتفاضة الوفاء للأسرى، وفي ظل ما تشهده الساحة على ضوء استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية، ما ينذر بتصعيد وشيك تتحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عنه'.
وشارك في تشييع الشهيدين رؤساء بلديات محافظة طولكرم، ومحافظ جنين طلال دويكات، وجمع غفير من المواطنين.