التاريخ : السبت 04-05-2024

السفير دبور يلتقي وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم    |     السفير دبور يلتقى وفد من نقابة تجار ومستوردي المستلزمات الطبية والمخبرية في لبنان    |     السفير دبور وابو العردات يلتقيان قيادة حركة فتح في منطقة صيدا    |     السفير دبور يلتقي قيادة حركة فتح في منطقة صور    |     السفير دبور يستقبل قادة افواج الاطفاء الفلسطيني في لبنان    |     السفير دبور يكرم الفنانة التشكيلية هبه ياسين    |     الهلال الأحمر: لا توجد بيئة صالحة للحياة في قطاع غزة ونحذّر من انتشار كبير للأمراض المعدية    |     مقررة أممية: يجب معاقبة إسرائيل ومنع تصدير السلاح إليها    |     الأردن يدين اقتحام المستعمرين "للأقصى"    |     فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    |     رئيس بوليفيا يطالب باتخاذ إجراءات صارمة لوقف حرب الإبادة في قطاع غزة    |     "آكشن إيد" الدولية: غزة أصبحت مقبرة للنساء والفتيات بعد 200 يوم من الأزمة الانسانية بسبب العدوان    |     مع دخول العدوان يومه الـ202: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    |     "فتح" تهنئ الجبهة الديمقراطية بنجاح مؤتمرها الثامن وبانتخاب فهد سليمان أمينا عاما    |     رئيس الوزراء ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار يستكملان إجراءات الاستلام والتسليم    |     "التعاون الإسلامي" ترحب باعتراف جمهورية جامايكا بدولة فلسطين    |     مصطفى يؤكد ضرورة عقد مؤتمر للمانحين لدعم الحكومة الفلسطينية    |     أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية أي اقتحام لرفح وتداعياته الخطيرة    |     الجامعة العربية تدعو مجلس الأمن لاتخاذ قرار تحت الفصل السابع يضمن امتثال إسرائيل لوقف إطلاق النار في    |     البرلمان العربي: قرار جامايكا الاعتراف بدولة فلسطين "خطوة في الإتجاه الصحيح"    |     ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34262 والاصابات إلى 77229 منذ بدء العدوان    |     الرئاسة ترحب بالتقرير الأممي الذي أكد إسرائيل لم تقدم أية أدلة تدعم مزاعمها حول "أونروا"    |     ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع "الأونروا" في غزة    |     جنوب إفريقيا تدعو إلى تحقيق عاجل في المقابر الجماعية بقطاع غزة
نشاطات فلسطينية في لبنان » حمدلله في الاسكوا في اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين
حمدلله في الاسكوا في اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين

 

    حمدلله في الاسكوا

 

     في اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين

 

 

     

بيروت 29-11-2013

أحيت الامم المتحدة - اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ال"اسكوا" كعادتها في 29 من شهر تشرين الثاني من كل عام، "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" في مقرها في وسط بيروت.

شارك في الاحتفال الرئيس نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدلله، الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان ممثلا الامين العام للامم المتحدة الامينة التنفيذية ل "اسكوا" الدكتورة ريما خلف، الفنانتان هند صبري وامل كعوش، وفي حضور سفراء وشخصيات وممثلين الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني.

وتخلل الاحتفال معرض للاشغال اليدوية الفلسطينية

كعوش
افتتح الاحتفال بأغان من التراث الفلسطيني للمغنية امل كعوش، التي بدأت مسيرتها الغنائية مع فرقة "جفرا" للاغنية الفلسطينية والحائزة على المركز الاول في مسابقة "حنظلة" لافضل رسم عن النكبة الفلسطينية مع معرض رسومها في بيروت "ميرون 48".

صبري
ثم كانت رسالة انسانية للفنانة التونسية هند صبري التي زارت فلسطين، وعايشت معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، والتي شكرت في مستهلها "الإسكوا" على دعوتها وتنظيمها هذا النشاط "الذي تنبع أهميته من كونه اعترافا من الأمم المتحدة، ممثلة العالم، بالظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني منذ العام 1947، أي منذ صدور قرار التقسيم والذي كان فاتحة لمآسي الشعب الفلسطيني وغيره من الشعوب العربية التي عانت، ولاتزال تعاني، بسبب الحروب والقتل والتدمير".

اضافت: "وبالتالي فإن التضامن الذي نبديه اليوم ودعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني حتى يتمكن من العيش بكرامة على أرضه متمتعا بحقوقه كافة، هو واجب لكل إنسان ذو ضمير حي، هنا وفي العالم اجمع".

وقالت: "أنا لست سياسية، ولا باحثة أكاديمية ولا مناضلة على الجبهات. أنا فنانة عربية تكاد لا تصدق ما ترى من حولها من هولات وتأمل أن ضميرها الإنساني لم يمت، بل يدفعها إلى عدم نسيان قضايا شعوبنا. ولذا سأتحدث من هذه الزاوية".

اضافت: "من هذه الزاوية، القضية الفلسطينية واضحة وضوح الشمس. فهي قضية شعب سلبت حقوقه بشكل لم يسبق له مثيل، أمام أعين العالم أجمع، وهي قضية شعب لم يتوقف يوما عن المطالبة بهذه الحقوق والنضال والتضحية من أجلها، على الرغم من تخاذل العالم أجمع، أو عجزه في أحسن الأحوال. وهنا لا أتحدث عن الشعوب، خاصة الشعوب العربية التي لم تنس فلسطين وشعبها، بل بقيت ماثلة في وجدانها جيلا بعد جيل، حتى في أحلك الظروف، وبقي السؤال على مر الأجيال: ماذا يمكننا ان نفعل؟ وكيف ندعم القضية الفلسطينية؟".

وتابعت: "سؤال راودني كما راود الكثر من زملائي. فهناك العديد من الوسائل والمجالات التي يمكن أن نسعى من خلالها لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته. والفن هو أحد هذه المجالات. الفن أحيانا هو المرجع الوحيد لإعادة زيارة القضية الفلسطينية، من طرف جيل لا يعرفها إلا من خلال الشعر الذي تركه محمود درويش طبعا وكذلك مؤخرا ميشال خليفي إيليا سليمان ورشيد مشهراوي وهاني أبي أسعد وآن ماري جاسر وأعمالهم السينمائية. وهؤلاء مثلوا القضية الفلسطينية خير تمثيل، كما فعل الكثير من الفنانين الآخرين، بل ونجحوا في جذب أجيال جديدة نحو القضية والهوية الفلسطينية التي تعرفواعليها وعاشوها من خلال أعمال هؤلاء. هنا يصبح الفن مقاومة وأداة ضد النسيان. ضد الركود والقوالب الجاهزة".

ورأت ان "السينما هي إحدى روافد هذا الفن المقاوم وأكثرها فعالية. فهي أداة سريعة ومدوية، وتتضمن مرونة في التعامل مع القضية والهوية الفلسطينية ككيان متحرك ومتجدد، ليس كمصطلح أجوف وراكد. فالسينما تتطرق لشخصيات من لحم ودم، تضحك وتبكي وتفرح وتحزن، تحب وتكره وتخاف وتتعامل مع واقعها حسب تكوينها وموقعها وماضيها. شخصيات "باب الشمس" رائعة إلياس خوري التي أخرجها للسينما المخرج المصري يسري نصر الله والتي لم يكن لها خيار آخر غير المقاومة للعودة إلى جنة ما قبل الرحيل، تختلف تماما عن شخصيتي فيلم "الجنة الآن" لهاني أبي أسعد، شابين تربيا على ثقافة الموت كصرخة أخيرة ضد الحياة في سجن مفتوح، سجن نفسي وجسدي بلا آفاق، كما تختلف عن شخصيات إيليا سليمان ورشيد مشهراوي التي تتحدى واقعها بالعبث والسخرية من القدر. كل هذه الشخصيات تقاوم وتتفاعل وتحيى أمام الكاميرا ثم تعيش في مخيلة المتلقي، لتصبح شخصيات حقيقية، شوارع وأفراح وقصص حب وحياة يومية، تشبه الحياة في باريس أو لندن أو طوكيو، فتنقل الهوية الفلسطينية من الأسطورة إلى الواقع، من الماضي إلى الحاضر. ناهيك عن الشخصيات والمفاهيم والأسئلة الإنسانية العميقة التي طرحها غسان كنفاني في روياته مثل "رجال تحت الشمس" و"العائد إلى حيفا" والتي ترجمت إلى أفلام سينمائية".

وقالت: "السينما كأداة مقاومة لا يمكن الاستهانة بها، فهي وسيلة ترتقي بقصص شديدة المحلية إلى لغة مشتركة للعالم (Universal language)، ليس على هامشه. وإذا حسبنا اليوم أكثر مجال يلمع ويسمع فيه اسم فلسطين (بعيدا عن السياسة) سنجد أنه مجال السينما والمهرجانات الدولية التي تحتفي بالسينما الفلسطينية كشاهد على قضية الشعب الفلسطيني".

اضافت: "لما زرت مدينة رام لله في إطار مهرجان القصبة السينمائي، لم أر قضية، ولم أر ضحايا، لم أر أرقاما في نشرة أخبار. رأيت أفرادا، شبان وكهول، رجال ونساء، يحبون السينما والموسيقى، متعطشون لزيارة أي فنان يحبونه، ليحسوا أنهم ليسوا فقط في مخيلة الفنان العربي، بل وأيضا في واقعه كما هو في واقعهم، رأيت شبابا يدرسون السينما ومتطوعون في المهرجان الذي يمثل لهم كل سنة نافذة على العالم، وكانوا يقنعونني أن حياتهم شبه طبيعية رغم المصاعب، وأن هناك عالم آخر ما وراء نشرات الأخبار البائسة".

واعتبرت ان "هذا الإصرار على الحياة والتمسك بالإنسانية، هو أيضا من أشكال المقاومة التي يخوضها هؤلاء الأبطال. وفهمت عندها مقولة محمود درويش الخالدة: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، لأن هذه الروح التي يتمتع بها الشعب، على تلك الأرض، هو من أطهر أشكال الحياة".

وقالت: "لا عجب إذا، أني رأيت أيضا على أرض فلسطين فنا، في الشوارع، يتحدى الواقع الخانق، رأيت أروع أنواع الجرافيتي تتحدى ذلك الحائط العنصري المشين، رأيت فرق موسيقى راب وجاز وHIP hop. رأيت شبابا اختار الحياة، لا الموت. شباب يسجل كل يوم وجوده بلوحة أو أغنية أو رقصة فيصبح رفضه للظلم مسموعا، لأنه مفهوم، لأنه يستعمل لغة مشتركة. عندما يصبح الفن مقاومة ويفرض على العالم التعامل معك كإنسان، ليس كصورة نمطية أو قالب جاهز، يود الكثيرون لو ضللت سجينه للأبد، وما أسهل التعامل مع قوالب، لا مكان فيها للفرد ولإنسانيته".

واكدت ان "فلسطين ليست ولا يجب أن تكون أطلالا نتغنى بها. رأيت وشعرت فلسطين حية، متجددة، تنبض بشبابها، بفنها، تشع، ترفض الموت، وما أشبه الموت بحياة بلا فن، بلا تعبير. وهل من قضية تستحق النضال والشقاء والتعب أكثر من قضية الحياة"؟

وقالت: "اعود للسؤال: كيف ندعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني؟ كيف ندعم قضية واضحة وضوح الشمس؟ وهل للفنانين دور أبعد من استخدام فنهم لتحقيق ذلك؟ فالفنان، كأي إنسان آخر، كلما نجح في مهنته ازدادت مسؤولياته، حيث يصبح قدوة للكثيرين من الذين يتابعون أعماله. وبما أن الفنانين بشكل عام لا يطمحون إلى مراكز ومناصب سياسية، ولا إلى تكديس الثروات، فتزداد مصداقيتهم أمام الرأي العام. وبالتالي، عندما يتحدث أي فنان عن قضية ما، يسمعه الناس، ويعرفون أن كلامه نابع عن قناعة وإيمان، لا لأهداف أخرى. وذلك أيضا يضاعف من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ليصبح من واجبه زيادة وعي الرأي العام في كل مكان، إن كانت المشكلة في النقص بالوعي، ويصبح واجبه أن يحشد القدرات والعقول والإبداع لدعم هذه القضية لو كان هناك حاجة لذلك. وفي حالة القضية الفلسطينية، هناك حاجة للاثنين معا".

اضافت: "فمع أن الرأي العام العربي يدعم الشعب الفلسطيني وقضيته بلا تحفظ، ويعرف تفاصيل التفاصيل عما يحدث في فلسطين، وما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق أهلنا في فلسطين، إلا أن الرأي العام العالمي لا يزال ضحية التضليل والحملات الإعلامية التي قام بها الاحتلال وحلفائه على مدى عقود من الزمن. وهنا يأتي دور الفنانين الذين يمكن أن يلعبوا دورا كبيرا في تصحيح الصورة، ونقل حقيقة القضية الفلسطينية إلى العالم وإلى زملائهم من الفنانين في المناطق الأخرى".

واشارت الى ان "هذا ما بدأنا نشهده بالفعل منذ سنوات، مع فنانين عالميين كبار، والذين ما إن فهموا حقيقة القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني، حتى راحوا يطلقون الحملات ويتحدثون في كل مناسبة عنها. فالمغني الشهير روجر واترز، تحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في مثل هذا اليوم من العام الماضي، وذهب إلى حد اعتبار ما يعانيه الشعب الفلسطيني شبيها بما عاناه الجنوب إفريقيون أيام نظام الفصل العنصري. وكذلك فعلت الكاتبة أليس والكر الحائزة على جائزة نوبل للآداب، حين رفضت نشر كتابها اللون الأرجواني (The Colour Purple) في إسرائيل احتجاجا على سياسات النظام الإسرائيلي وتضامنا مع الشعب الفلسطيني. وكانت الممثلة فانيسا ريدغرايف الحائزة على جوائز الأوسكار من أولى الفنانات والفنانين الذي عملوا على مناصرة الشعب الفلسطيني، كما فعلت قبلها المطربه والممثلة البريطانية جاين بيركين، ولا يجب الاستهانة بتأثير مثل هؤلاء الفنانين على الرأي العام، وبالتالي على مسار التضامن العالمي مع هذا الشعب".

وقالت: "أما بالنسبة إلى الحاجة لحشد الموارد والطاقات والجهود، فهي الحاجة الأكثر إلحاحا، وهي أيضا مجال هام يمكن للفنانين، وغيرهم، أن يلعبوا دورا أساسيا فيه. فجهود الضغط والمناصرة التي يقوم بها العديد من هؤلاء، لا تؤدي فقط إلى تغيير الرأي العام، بل إلى تغيير مواقف الحكومات. وأيضا فقد بدأنا نرى ذلك في دول مثل جنوب إفريقيا وبعض الدول الأوروبية. وهنا لا يمكن أن نعزو الفضل إلى الفنانين وحدهم، فالنتائج الإيجابية التي نراها اليوم هي نتيجة تفاني وعمل آلاف الناشطين والحقوقيين والمناصرين للقضايا العادلة، لكننا في نفس الوقت يجب أن ندرك حجم الدفع الذي يقدمه انخراط فنانين معهم في هذا الجهد".

وختمت: "إن وجودي هنا معكم، يرسخ إيماني بأن القضية الفلسطينية لن تموت. بل على العكس، فأنا أزداد قناعة بأن هذه القضية ستصل إلى نهايتها المنشودة عبر نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه كافة، أسوة بشعوب العالم. بل وزاد إيماني بأن دوري، ودور زملائي في المجال الفني هو أن نسرع في ذلك، وفي الوقت نفسه أن نحافظ على الروح الإنسانية والتضامن والتكاتف لدى شعوبنا، بل لدى كل شعوب العالم، لأنه في نهاية المطاف، السلام الحقيقي لا يمكن أن يحل إلا إذا حل على الجميع، دون استثناء. وما الفن سوى رساله سلام لا تحتاج إلى ترجمة"؟

واتكنز

وتلا واتكنز رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جاء فيها:

"يتيح يوم التضامن السنوي لهذا العام فرصة للتأمل في الحال الحرجة التي يواجهها الشعب الفلسطيني والنظر في مساهماتنا الجماعية ومسؤولياتنا كحكومات أو منظمات دولية أو منظمات للمجتمع المدني، لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويقام الاحتفال هذا العام في الوقت الذي يعمل فيه المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون معا نحو الهدف المتفق عليه المتمثل في التوصل إلى تسوية شاملة وسلمية لكل قضايا الوضع الدائم. وإنني أدعو المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للطرفين في هذا المسعى الطموح للوفاء بالحل القائم على الدولتين، وبذلك يتم وضع حد للنزاع. ويجب على جميع الأطراف أن تتصرف بطريقة مسؤولة والامتناع عن الأعمال التي تقوض احتمالات نجاح المفاوضات.

إنني منزعج من الوضع الخطير على نحو متزايد على الأرض. فقد كان هناك تصعيد للعنف والتحريض. وعلى الرغم من أنني أرحب بإفراج إسرائيل عن السجناء كجزء من الاتفاق على استئناف المحادثات، فإن نشاطها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ما زال مستمر، ولا يزال مدعاة للقلق الخطير للغاية. إذ ان الإعلان عن بناء الآلاف من الوحدات السكنية الجديدة لا يمكن أن يتوافق مع هدف التوصل إلى حل الدولتين ويهدد بانهيار المفاوضات. وتعد المستوطنات انتهاكا للقانون الدولي وتشكل عقبة في طريق السلام. ويجب أن تتوقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية. ولن يعترف المجتمع الدولي بالتدابير التي تحكم مسبقا على قضايا الوضع النهائي.

في الوقت نفسه، يتواصل تشريد الفلسطينيين من خلال هدم المنازل في المنطقة (جيم) في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وتتسم التطورات في القدس الشرقية بأهمية خاصة، حيث تم في هذا العام وحده، هدم نحو 100 من المباني، مما أدى إلى تشريد 300 شخص. ويواجه مئات غيرهم من الفلسطينيين خطر التشريد لأن منازلهم بنيت دون تصاريح بناء صادرة إسرائيل. وهذا ما يبرز أهمية حصول الفلسطينيين على نظام عادل للتخطيط وتقسيم المناطق. وأود أن أذكر إسرائيل بالتزاماتها بحماية السكان في ظل الاحتلال.

ولا يزال الوضع في غزة مصدرا للقلق الشديد. وإني أكرر إدانة كل عمليات إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وكذلك قيام المسلحين ببناء الأنفاق إلى داخل إسرائيل. ففي أعقاب اكتشاف النفق مؤخرا، علقت إسرائيل نقل مواد البناء إلى قطاع غزة، بما في ذلك للمشاريع الإنسانية. وعلى الرغم من أني أعترف بالشواغل الأمنية المشروعة لإسرائيل، فإني أحث إسرائيل على أن تكفل تلبية احتياجات السكان المدنيين في غزة.

أما وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) التي تعد شريان الحياة بالنسبة للملايين من الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والمنطقة، فلا تزال تواجه صعوبات مالية خطيرة. وإنني أدعو جميع الجهات المانحة، بما في ذلك الجديدة منها، إلى تقديم أو زيادة المساهمات من أجل الحفاظ على العمليات الحيوية والتي لا غنى عنها التي تضطلع بها الأونروا.

وتعتبر الوحدة الفلسطينية على أساس التزامات منظمة التحرير الفلسطينية ومواقف مبادرة السلام العربية أمرا أساسيا لحل الدولتين. وإني أحث الفلسطينيين على التغلب على الانقسامات من دون تأخير لمصلحة الوحدة.

ويبقى الهدف واضحا - وهو وضع حد للاحتلال الذي بدأ عام 1967 وإقامة دولة فلسطين ذات السيادة والمستقلة والقابلة للبقاء على أساس حدود عام 1967، تعيش جنبا إلى جنب في سلام مع دولة إسرائيل الآمنة. ويتعين أن تخرج القدس من المفاوضات باعتبارها عاصمة الدولتين، مع وضع ترتيبات للأماكن المقدسة تكون مقبولة للجميع. ويجب إيجاد حل متفق عليه لملايين اللاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء المنطقة.

وقد صادف شهر أيلول/سبتمبر الماضي الذكرى السنوية العشرين لاتفاقات أوسلو. وإني بعد عقدين من المحادثات وعدد كبير جدا من التطورات السلبية على أرض الواقع، أحث القادة الفلسطينيين والإسرائيليين على اتخاذ القرارات التي من شأنها أن تؤدي الى حل سياسي لهذا النزاع الخطير الذي طال أمده. وتقف الأمم المتحدة، من خلال مشاركتها مع جميع الشركاء المعنيين، بما في ذلك داخل اللجنة الرباعية، على أهبة الاستعداد للمساهمة في هذه العملية وتحقيق حل الدولتين.

وليس بوسعنا أن نتحمل خسارة الفرصة السانحة. وإني أطلب من الجميع في المجتمع الدولي أن يعملوا معا لتحويل التضامن الذي يتم التعبير عنه في هذه المناسبة إلى عمل إيجابي من أجل السلام والعدالة".

خلف
وتحدثت الأمينة التنفيذية للاسكوا ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة ريما خلف التي قالت:"أهلا بكم جميعا في هذا اللقاء الذي تنظمه الإسكوا إحياء لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وأرحب بشكل خاص برئيس وزراء فلسطين رامي الحمد الله والرئيس نجيب ميقاتي". 

اضافت: "أعود إلى ظروف نشأة هذا اليوم في عام سبعة وسبعين من القرن الماضي. عندها قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اختيار التاسع والعشرين من تشرين الثاني من كل عام يوما يتضامن فيه العالم، بدوله وشعوبه، مع الشعب الفلسطيني الذي تنتهك حقوقه في وطنه تحت الاحتلال الإسرائيلي، وفي الشتات. وقد ارتأى أصحاب القرار عند ذاك أن يستمر العالم في إحياء هذا اليوم إلى أن يحل يوم يحصل فيه الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه غير القابلة للتصرف، على حقه في تقرير المصير دون تدخل خارجي، على حقه في الاستقلال الوطني والسيادة، على حقه في العودة إلى ديار بعد عنها، واقتلع منها قسرا".

وتابعت: "نلتقي اليوم تضامنا مع شعب تستباح حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كل يوم في أسوأ احتلال عرفته البشرية في التاريخ المعاصر. الاحتلالات جميعها قبيحة وبغيضة. ولكن ما يتفرد به الاحتلال الإسرائيلي، ليس التنكر للكرامة المتأصلة للشعب القابع تحت الاحتلال فحسب، بل العمل على إبادته سياسيا، وإحلال شعب الدولة المحتلة محله.إسرائيل التي منعت اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم منذ عام 1948، احتلت بالقوة سائر فلسطين، وأمعنت في سياسة تهجير أهلها مستخدمة وسائل شتى من تضييق على سبل عيش الفلسطينيين ومصادرة أرضهم ومصادر رزقهم، إلى هدم بيوتهم وطردهم من وطنهم. وحسب تقارير الأمم المتحدة، قامت إسرائيل منذ عام 1967، بهدم أكثر من خمسة وعشرين ألف منشأة ومنزل وبإبعاد أكثر من ربع مليون فلسطيني في خرق سافر لاتفاقية جنيف الرابعة ولما يزيد على ثلاثة عشر قرارا لمجلس الأمن. ودفعت إسرائيل بمئات الآلاف للاستيطان في الأراضي الفلسطينية في خرق سافر لاتفاقية جنيف الرابعة التي تمنع صراحة سلطات الاحتلال من نقل مواطنيها إلى الأراضي المحتلة. انتشرت المستوطنات الإسرائيلية في الجسم الفلسطيني كورم سرطاني، فالتهمت وأكثر من أربعين في المائة من مساحة الضفة الغربية، وأصبح المستوطنون الإسرائيليون يشكلون أكثر من خمس سكان الضفة ونصف سكان القدس. ولا يقتصر شر المستوطنين على الاستيلاء على أرض لا حق لهم فيها. ولكنهم، كالورم السرطاني ذاته، ينقضون على أعضاء الجسد الأخرى ليمتصوا حياة لهم منها. فتصادر أرض فلسطين لبناء طرق خاصة بالمستوطنين. وتقتلع حجارة فلسطين لبناء قلاعهم. وتنهب مياه فلسطين لري حدائقهم. وباتت فلسطين، تحت الاحتلال الإسرائيلي، المكان الوحيد في عالم اليوم الذي تخصص فيه الموارد وفقا للانتماء الديني والعرقي، وتنشأ فيه المرافق لاستخدام طائفة دون أخرى". 

وقالت خلف:"من اعتقد بعلوه على الآخر يحرر نفسه من الرادع الأخلاقي الذي يمنع من إيذاء الآخر. وعندما يترافق هذا مع تساهل في القانون وحصانة من المساءلة والعقاب، يصبح عنف المستوطنين العنصري ضد الفلسطينيين سمة أصيلة في نظام الاحتلال القائم على القهر ومصادرة الحق". 

اضافت: "لا ينحصر العنف الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين، بالعنف الجسدي المباشر، بل يتعداه إلى عنف معنوي وعقوبات جماعية يتجلى أسوأ أشكالها في الحصار الجائر على قطاع غزة الذي يعرض مليون ونصف المليون فلسطيني لمشكلات صحية وتعليمية وحياتية ناهيك عن القتل والاغتيال. تستمرئ إسرائيل اللجوء إلى الاعتقال التعسفي الذي طال أكثر من 750 ألف فلسطيني منذ عام 1967. ويتعرض هؤلاء لسوء المعاملة والإهمال الطبي والتعذيب في الكثير من الحالات، ويحرم عدد كبير منهم من حقهم في المحاكمة، أو حتى في معرفة طبيعة التهم أو الأسباب التي أدت إلى اعتقالهم. ولا تستثني الممارسات الإسرائيلية الفظة أطفال فلسطين، فيمثل نحو 500 منهم سنويا في محاكمات عسكرية. وتتجلى في أسلوب اعتقالهم، ومعاملتهم أثناء الاعتقال مخالفات سافرة للقانون الدولي، وحقوق الطفل، والقيم الإنسانية.أما زهرة المدائن، القدس، عاصمة فلسطين، ومسرى الرسول وطريق آلام السيد المسيح، فلها من الظلم والعنت الإسرائيلي نصيب مضاعف. وبعد احتلالها عام 1967، أعلنت إسرائيل ضمها عنوة. وانكبت على تهويدها إلغاء لهويتها الأصلية والأصيلة. فقيَّدت الصلاة في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة. ودمرت المنازل، ومنعت أهلها من البناء فيها، وطردت أكثر من خمسة عشر ألف مقدسي فلسطيني وصادرت أكثر من ثلاثة وعشرين مليونِ متر مربع من أراضي الفلسطينيين في المدينة ومحيطها، ونقلت إليها مائتي ألف مستوطن إسرائيلي لتعزلها بفعل هذه المستوطنات والجدار العازل عن المناطق الفلسطينية المحتلة، وتخلق واقعا جديدا على الأرض تستكمل به استيلاءها عليها". 

وتابعت: "أكاد أجزم أن الوفود التي أقرت يوم التضامن في عام سبعة وسبعين، لم يدر في خلدها، ولو لبرهة، أن حقوق الشعب الفلسطيني ستبقى منتهكة في العقد الثاني من الألفية الثالثة، بل ستتمادى قوات الاحتلال في انتهاكها". 

وقالت: "إسرائيل، بدلا من أن تعود عن غيها وتصغي إلى صوت العالم، توسع اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وعلى شعوب المنطقة وتعيث خرابا أينما حلت بعسكرها، من جنوب لبنان الذي لم تخرج منه إلا بفعل شجاعة وتضحيات أبنائه، إلى الحروب المتكررة على غزة وما خلفته من إزهاق لأرواح الأبرياء وخراب ودمار.وفي تهديد آخر للأمن الإنساني لجميع سكان المنطقة، لم تكتف إسرائيل بإدخال السلاح النووي إليها، بل تستفرد به وتستمر في رفضها إخضاعه لأي رقابة دولية. وفي محاولة منها لسد جميع احتمالات النجاح في مفاوضات قد تضطرها إلى تطبيق ولو جزء من القرارات الدولية، تصر إسرائيل على اعتراف المجتمع الدولي بها على أنها دولة لليهود فقط. ورغم قبح مفهوم النقاء العرقي والديني للدول بما جلبه من تطهير عرقي وتمييز مؤسسي، تضعه إسرائيل شرطا للتسوية مع الفلسطينيين. وفي مشهد أشبه بالسريالي، تصر إسرائيل على أن تنتزع من الضحية طواعية ترخيصا يجيز لها انتهاك حقوقها، والتمييز ضدها. كلها أمارات على إخفاق المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية. ويشي هذا الإخفاق بأحد أمرين، إما أن الكبار في المجتمع الدولي عاجزون عن تنفيذ ما وعدوا، أو أنهم جانبوا الصدق والأمانة عندما وعدوا. وأيا كان السبب، آن الأوان للاعتراف بفشل أساليب الماضي في معالجة القضية الفلسطينية. آن الأوان لنهج جديد يقوم على مبدأ واحد: لا استثناء لأحد. وبهذا ينتهي استثناءان قوضا جهود الماضي، استثناء فلسطين وشعبها من الحقوق، واستثناء إسرائيل وقادتها من المحاسبة على انتهاك هذه الحقوق.ولعل القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي في منتصف هذا العام بحظر توفير أي تمويل أو منح دراسية أو جوائز لكيانات في مستوطنات إسرائيلية ناشئة على الأراضي المحتلة، خطوة أولى نحو إنهاء الاستثناء الإسرائيلي". 

وختمت: "احيي الشعب الفلسطيني في يوم التضامن معه، وأتطلع إلى يوم يجمعنا فيه قيام دولة فلسطين الحرة المستقلة وذات السيادة".

الرئيس ميقاتي
وألقى الرئيس ميقاتي كلمة قال فيها: "لفلسطين تحية حب بل تحية عروبة ونضال، لفلسطين التي استوطنت أحلامنا ولا زالت تستحوذ على عزمنا بالصلاة في قدسها الشريف، لفلسطين وقضيتها التي تمركزت في قلب كل عربي فسكنت الثنايا والضمائر، لفلسطين التي كشفت كل نقاط ضعفنا ونقاط قوتنا ونقاط الإلتقاء ونقاط الاختلاف، لفلسطين في يومها العالمي سلاما ووعدا انها ستبقى البوصلة والهدف والمبتغى".

اضاف: "لبنان كان البلد الأكثر تأثرا وتفاعلا مع قضية الشعب الفلسطيني وبها، ولبنان شهد انقساما حادا بين أبنائه نتيجة تراكم الأحداث التي عصفت بفلسطين، ولبنان تجاوز قطوعا دفع ثمنه الآلاف من ابنائه ومن الفلسطينيين المقيمين على ارضه، قطوعا علمنا والفلسطينيين ان النزاعات المسلحة لا تنتج الا خرابا وأن البندقية التي توجه لغير العدو الاسرائيلي لا يستفيد منها الا العدو. هذا العدو يرتاح لتقاتلنا وتنازعنا وانقساماتنا ويرتاح اكثر اذا انقسمت بلداننا الى كيانات طائفية مذهبية متنازعة تبرر وجود الدولة اليهودية وتطيح بأي أمل بإستعادة فلسطين وأقصاها ومقدساتها".

وتابع: "أقف معكم اليوم والقضية الفلسطينية ليست على سلم الأولويات العربية ولا العالمية، فالنزاعات التي عصفت بالوطن العربي وعدد الناس الذين فقدوا الأرواح والأرزاق والمأوى في بلدان مختلفة من وطننا العربي وخصوصا في سوريا، وهي الجار الأكبر والأوحد للبنان والأكثر التصاقا تاريخيا بفلسطين أرضا وقضية قد حاز بإهتمام العالم واحتل الأولوية".

وقال: "حسنا فعلت القيادات الفلسطينية بأن اتخذت قرار النأي بالنفس عن الصراع الدموي في سوريا والصراع السياسي في لبنان، فحمت المجتمع الفلسطيني من اخطار تكرار تجربة لم تولد الا القتل والدمار والخراب على شعب تشرد ولا يزال من ارض الى ارض ومن شتات الى شتات".

واضاف: "لقد قرر لبنان منذ بداية الأزمة السورية ان يفتح حدوده وقلبه لكل مظلوم من سوريا ولم يفرق بين سوري وفلسطيني، بل ورغم كل الصعوبات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية قام بواجبه الأخلاقي والديني ليعطي للكون نموذجا عن كيفية تعامل البشر مع البشر فكيف اذا كانوا أشقاء؟".

وتابع: "نحن نعتبر ان العالم بأسره مدعو لدعم لبنان وعلى كل الصعد ومدعو للعمل سريعا على إيقاف القتل في سوريا من خلال عملية سياسية يتوافق على صياغتها السوريون، تنهي القتال وتعيد الى هذا البلد الشقيق راحته وسلامه".

وأعلن الرئيس ميقاتي ان "كلنا يعلم بأن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تجري بإشراف الولايات المتحدة الأميركية التي أظهرت رفضا واضحا لسياسة الاستيطان ورغبة في ملاقاة مبادرة العرب في بيروت لعام 2002، ونحن نزيد بدورنا ان لا اتفاق سلام يستطيع ان يحيا الا بضمان حق العودة للفلسطيننين ... كل الفلسطينيين. ونحن في لبنان أجمعنا دولة وأحزابا وفاعليات على رفض التوطين وبات الرفض هذا جزءا من مقدمة الدستور، ونحن والفلسطينون ها هنا متفقون على توحيد الجهود لإقرار حق العودة ومنع التوطين".

وأكد ان "جوهر السلام هو أن يعيش الشعب الفلسطيني على أرضه في ظل دولة حرة مستقلة وفق القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وكل محاولة لتجاوز هذه الثوابت ستؤدي إلى مزيد من الأزمات في الشرق الأوسط والعالم". وقال: "المجتمع الدولي معني بمنح الفلسطينيين حقوقهم في دولتهم، وبفرض تطبيق القرارات الدولية على الاحتلال الإسرائيلي، لأنه من دون ذلك يعني أن العدالة الدولية تكيل بمكيالين، وهذا ما يؤدي إلى مزيد من المشكلات التي تتوالد في هذا الشرق".

واضاف ميقاتي: "ينعقد لقاؤنا اليوم وسط تحولات كبيرة وأساسية تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم، لعل ابرزها الاتفاق الذي تم توقيعه اخيرا بين إيران ومجموعة الدول الكبرى الست بشان البرنامج النووي الايراني. هذا الاتفاق يشكل منعطفا مهما يمكن البناء عليه لارساء سلام دائم وحل الأزمات سلميا وهذا ما كنا ولا نزال نشدد عليه لأن الأولوية بنظرنا هي لوقف القتل والحروب والدمار. كذلك نأمل أن يستكمل هذا الاتفاق بحوار عربي ايراني يقود الى تفاهم يحفظ الحقوق ويمنع الفتنة على قاعدة الاحترام المتبادل لسيادة الدول وخصوصياتها الوطنية كما نأمل ان يشكل هذا الاتفاق مدخلا لحل الأزمات المعلقة في منطقة الشرق الأوسط وفي طليعتها القضية الفلسطينية".

وعلى الصعيد اللبناني، قال ميقاتي: "نتمنى ان نحسن نحن اللبنانيين الافادة من المناخ الايجابي السائد في المنطقة لوقف الشرخ الهائل بين مختلف الفئات اللبنانية والانطلاق في ورشة حوارية بعيدا عن الشروط واللاءات التي ملها شعبنا وانهكته على الصعد كافة ولا سيما الاقتصادية. ان هذا الحوار الذي ندعو اليه لا نريده ساحة مبارزة جديدة لفرض الشروط او الرهان على متغيرات اثبتت التجارب الماضية اننا، وللاسف ، لم نحسن استثمارها ايجابيا".

وأكد "ان الوقت ملح أكثر من اي وقت مضى لوقف التباعد والتناحر بين الفئات اللبنانية ، لأن النار المشتعلة في الجوار باتت تلفح داخلنا اللبناني وتهدد بالمزيد من الحرائق. ولنا في التفجيرات الأخيرة المدانة خير مثال على حجم المخاطر التي تتهددنا. وفي هذا السياق، فاننا ندين كل قتل يتلطى خلف الدين، كما نثني على ارادة اخواننا الفلسطينيين بالاستمرار بحزم في إحترام أصول الضيافة والرعاية والسيادة اللبنانية وسلطة القانون من خلال عدم السماح لأي كان بتحويل المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى بؤر تنطلق منها الأعمال الارهابية أو مأوى للفارين من وجه العدالة".

وقال: "من فلسطين تبدأ مسيرة السلام، وفي فلسطين يبدأ تأريخ هذه المنطقة. فلسطين متجذرة في عمق التاريخ، وهي ماضي وحاضر ومستقبل كل المنطقة. وليعلم العالم، وليعلم الإحتلال، أن فلسطين قضية الأمة وستبقى، ولن تزول من ذاكرتنا، وهي بقيت حية لأجيال، وستستمر لأجيال، ولن تستطيع قوة على وجه الأرض أن تطمس قضية فلسطين. لا سلام من دون فلسطين.. لا استقرار من دون فلسطين.. لا أمان من دون فلسطين.. لا عدالة من دون فلسطين..لا حرية ولا ديموقراطية مكتملة من دون فلسطين..فالسلام العادل والشامل لا يكون إلا بفلسطين.. ومن دونها لا يكون...تحية لفلسطين في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني..تحية لكل مناضل و مقاتل و طالب وأديب وعامل كافح لإبقاء الشعلة مضيئة، تحية لأرواح شهداء فلسطين وتحية للأسرى في غياهب سجون الاحتلال".

الحمد لله
ثم تحدث رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد لله الذي قال: "يشرفني بداية أن أتوجه إليكم جميعا، باسم سيادة الرئيس محمود عباس، وباسم شعبنا بخالص التحية وعميق التقدير للبنان حكومة وشعبا، وإلى الأسكوا على تنظيمها لفعاليات اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وإنه لشرف كبير أن أكون بينكم اليوم، وضمن هذه النخبة المميزة من أصدقاء ومناصري القضية الفلسطينية، لنحيي معا فعاليات هذا اليوم الذي يحمل دلالات هامة لأبناء شعبنا، ويأتي تذكيرا برحلة كفاحهم الطويلة من أجل نيل حقوقهم العادلة والمشروعة. ويشكل في الوقت ذاته، مناسبة هامة نجدد فيها إصرارنا على الصمود والتمسك بحقوقنا الوطنية كما حددتها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حقنا في العودة وتقرير المصير وإقامة دولتنا المستقلة. وما يزيد هذا اليوم أهمية هو أننا نجتمع في كنف لبنان الذي احتضن شعبنا منذ سنوات النكبة، وأختلط دمنا بأرضه وذكرياتنا بترابه... فعاش معنا ولا يزال محطات مشوارنا نحو الحرية والعودة والإستقلال".

اضاف: "يأتي إحياؤنا لهذه المناسبة، كما في كل عام، وإسرائيل لا تزال تحاصر شعبنا بالإستيطان والجدار وتحكم سيطرتها على أرضنا ومواردنا ومقدارت شعبنا، ولا يزال مستوطنوها يواصلون إرهابهم، هذا اضافة إلى ما تتعرض له مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وخصوصا المسجد الأقصى المبارك من اعتداءات متواصلة وممنهجة. وقد استطعنا العمل، رغم كل هذه الظروف، وبفضل إلتفاف شعبنا حول قيادته، على تعزيز صمود أبناء شعبنا وبقائهم على أرضهم".

وتابع: "إنصبت استراتيجية عملنا خلال السنوات الماضية على مسارين أساسين ومتلازمين، يتمحور الأول حول إنجاز مهام التحرر الوطني والتصدي للاحتلال الإسرائيلي وطغيانه واستيطانه وجدرانه وإرهاب مستوطنيه، وقد اعتمدنا في ذلك كله على المقاومة الشعبية السلمية التي كرسها أبناء شعبنا نهجا تتسع رقعة المشاركة فيه، فيما إرتكز الثاني على ترسيخ البنية المؤسسية الفاعلة القادرة على رعاية مصالح المواطنين، وتلبية احتياجاتهم بكفاءة وفعالية، وبما يساهم في استنهاض المزيد من طاقات وإمكانيات شعبنا".

وقال: "نجحنا، بفضل هذه الإستراتيجية، والعمل الدبلوماسي المتواصل الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة سيادة الرئيس محمود عباس، في تحقيق إنجازات نوعية هامة تكللت باحتضان المجتمع الدولي وبأغلبية كبيرة لدولة فلسطين ورفع مكانتها في الأمم المتحدة، وكذلك قبولها عضوا كاملا في منظمة اليونسكو، وانتزعنا إقرارا دوليا بفعالية وجاهزية بنيتنا المؤسسية لخدمة مواطنيها بكفاءة واقتدار، ورفعت العديد من دول العالم مستوى التمثيل الدبلوماسي بيننا، وتنبهت الكثير من المؤسسات الدولية المتخصصة إلى ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وعرقلته لجهود التنمية الوطنية التي نحن بصددها خاصة في المناطق المسماة (ج)، والتي تشكل حوالي 62% من مساحة الضفة الغربية، يحرم أبناء شعبنا فيها من ممارسة حقهم في الحياة والاستثمار وتنفيذ المشاريع التنموية التي تستجيب لاحتياجاتهم. ونشيد في هذا الصدد، بمشروع السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة الذي اعتمدته الأمم المتحدة قبل نحو أسبوعين، والذي يطالب إسرائيل بالإلتزام بقواعد القانون الدولي وعدم إستغلال الموارد الطبيعية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، ويؤكد على حقوقنا غير القابلة للتصرف. ولنا أن نفخر، أيها الأخوات والأخوة، بتصويت دولة فلسطين، لأول مرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لانتخاب قاضي للمحكمة الدولية ليوغسلافيا السابقة".

وأعلن ان "إسرائيل قابلت كل جهود التنمية والبناء والمأسسة التي نحشد لها كل طاقاتنا بمزيد من الانتهاكات لحقوق شعبنا، ومزيد من الاستهتار بالجهود الدولية المبذولة لإعادة المصداقية للعملية السياسية عبر استمرار النشاط والتوسع الاستيطاني، وبناء جدار العزل والفصل العنصري، ومواصلة الاجتياحات العسكرية والإغلاقات. هذا بالإضافة إلى مواصلة سياسة الاعتقالات التي تطال أبناء شعبنا يوميا، بما فيهم الأطفال والمرضى والنساء وكبار السن، واستمرارها في اعتقال الآلاف الذين يقبعون في سجونها ومعتقلاتها، والحصار الظالم المفروض على أهلنا في قطاع غزة، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، وعرقلة مؤسسات دولتنا من العمل بأقصى طاقاتها لتلبية احتياجات المواطنين في أماكن تواجدهم كافة".

وقال: "إن المعاناة التي يعيشها شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، في القدس ومحيطها، وفي مضارب البدو، وفي القرى المهمشة والمهددة من الجدار والإستيطان، وفي الأغوار، واستمرار مأساة اللجوء والاغتراب عن الوطن التي يحياها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وسوريا والأردن، وفي منافي الشتات، إنما تستدعي التدخل الفوري والفاعل من قبل المجتمع الدولي وقوى السلام والمحبة والعدل في العالم لإلزام إسرائيل بتنفيذ استحقاقات عملية السلام والتوقف عن فرض وقائع جديدة على الأرض، فعلى إسرائيل أن تدرك عواقب انتهاكاتها على مستقبل عملية السلام برمتها وعلى حل الدولتين. وإنني أؤكد لكم أن شعبنا وقيادته، سيتصدى لكل محاولات الانتقاص من حقوقه الوطنية، ولن يقبل إلا بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، والقدس عاصمة لها، وحل قضية اللاجئين على أساس القرار194، وكما تضمنته المبادرة العربية للسلام، فقضية اللاجئين هي جوهر القضية الفلسطينية، وتقع في قلب مشروعنا الوطني التحرري".

أضاف: "لقد اعتمدنا في مواجهة التحديات الكبيرة التي تعصف بمشروعنا الوطني على البقاء والمقاومة، وعمدنا في ذلك إلى توفير مقومات صمود وبقاء المواطنين على الأرض. ويتركز جزء هام من عملنا هذا، على ضمان توفير الحياة الكريمة لأهلنا اللاجئين في الوطن وفي الشتات، بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات المحلية والدولية ذات العلاقة، خصوصا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وعلى حث الجهات والدول المانحة على مواصلة دعمها للأونروا لضمان استمرارها بتأمين خدماتها وتحسين نوعيتها أيضا لحين التوصل إلى حل دائم وعادل لللاجئين". 


وأعلن "ان إصرار اللاجئين الفلسطينيين وثباتهم في وجه التحديات وتشبثتهم بالوطن وبحلم العودة إليه رغم مرور أكثر من ستين عاما على النكبة، كان ولا يزال مكونا أساسيا في حفظ الثقافة والهوية الفلسطينية، وهو اليوم حافزا إضافيا لنا لمواصلة العمل لتحقيق المصالحة وطي صفحة الإنقسام المأساوي وحماية الهوية الوطنية من محاولات الطمس والتشتيت والمصادرة، فالوفاء لتاريخ ياسر عرفات وإرثه التاريخي، يحتم علينا إعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، هذه الوحدة التي ظل زعيمنا الراحل مخلصا لها ومدافعا عنها حتى آخر لحظات حياته".

وقال: "إننا نؤمن تماما بالبعد العربي والدولي لقضيتنا، فهذه القضية التي إرتبطت بالأمم المتحدة ومؤسساتها منذ عام 1947، تستمد المزيد من الزخم والقوة بفضل دعمكم المتواصل، والذي كان له عظيم الأثر في تعزيز ثقة أبناء شعبنا بحتمية انجاز حقوقنا العادلة. ونحن نعول اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، على استمرار هذا الدعم للوصول بمشروعنا الوطني إلى نهايته المتمثلة في الخلاص التام من الاحتلال وتجسيد سيادتنا الوطنية في دولتنا المستقلة".

اضاف: "وإننا نثمن عاليا جهود معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، ومبادرات اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، ورئيسها سعادة السفير عبد السلام ديالو على الجهود التي يبذلونها جميعا لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وضمان إلزام إسرائيل بالوقف الفوري لإنتهاكاتها والإلتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية، كمدخل أساسي ولا بد منه لإعطاء المصداقية للعملية السياسية".

وختم: "ولا يسعني في نهاية كلمتي إلا أن أحيي أبناء شعبنا في كل أماكن تواجدهم، خصوصا في مخيمات الشتات واللجوء، وأترحم على أرواح شهدائنا الذين سقطوا خلال مسيرة شعبنا، كما وأؤكد لكم على أنه لن يهدأ لنا بال حتى يتم إطلاق سراح أسرى الحرية من سجون ومعتقلات الإحتلال الإسرائيلي. فصمودكم الأسطوري هذا يتحول كل يوم إلى وقائع إيجابية على الأرض، تظهر للعالم إرادة البناء والحياة وصنع الأمل في مواجهة التدمير والتهجير والتهميش والمصادرة. أشكركم جميعا بإسم شعبنا الفلسطيني، وأشكر الإسكوا التي حرصت منذ سنوات على إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وأتوجه بفائق التقدير لجميع الوفود العربية والدولية المشاركة، فتواجدكم معنا اليوم إنما يعبر عن وقفة الضمير الإنساني والعالمي إلى جانب قضية شعبنا، وكلي أمل أن نجتمع العام المقبل في كنف دولتنا المستقلة، وقد عادت الوحدة لوطننا وتحررت أرضنا وعاد لاجئونا إلى وطنهم".  
كما توجه  الرئيسان ومديرة الاسكوا الى القاعة السفليه وتجولوا في معرض تراثي فلسطيني.
 
وختم حمدلله المؤتمر بلقاء مدراء الاقسام في مبنى الاسكوا 

 

 

اطبع ارسل