السفير منصور يطالب المجتمع الدولي بمواجهة التصعيد الإسرائيلي
نيويورك 20-12-2011
طالب المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير رياض منصور، المجتمع الدولي، خصوصا مجلس الأمن، بالعمل لمواجهة التصعيد السافر للانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية غير القانونية، واتخاذ تدابير جدية لوقفها ومساءلة إسرائيل عنها.
جاء ذلك في رسائل متطابقة بعثها الى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن (روسيا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول تدهور الحالة بشكل بالغ في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، نتيجة للممارسات والسياسات غير القانونية والاستفزازية التي تنتهجها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ومستوطنوها في تجاهل تام للقانون الدولي ولحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ذكر فيه أن هجمات المستوطنين الإسرائيليين ضد المدنيين الفلسطينيين زادت هذا العام بنسبة لا تقل عن خمسين في المئة.
وأضاف السفير منصور أن هذه الهجمات والاعتداءات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر رزقهم والمواقع الدينية، بما فيها المساجد والكنائس، تؤجج التوترات والحساسيات الدينية وتشكل جدول أعمال واضحا من جانب المستوطنين ومؤيديهم داخل الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي لإرهاب الشعب الفلسطيني وجعل ظروفهم المعيشية لا تطاق بهدف ترحيلهم بالقوة من أرضهم وترسيخ الاحتلال العسكري.
وسرد السفير منصور عددا من الاعتداءات التي قام بها المستوطنون الإسرائيليون مؤخرا، من بينها الهجمات على مسجد عكاشة في القدس ومسجد النور في قرية برقة قرب رام الله ومسجد الصحابة في قرية بني نعيم جنوب الخليل، وعلى كنيسة مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسية في وادي الأردن. كما ارتكب المستوطنون جرائم أخرى عديدة في الأيام الماضية ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة. وشملت الهجمات الأخيرة كروم الزيتون وممتلكات الفلسطينيين في قريتي بورين ودوما قرب نابلس، وإحراق سيارات الفلسطينيين في قريتي ياسوف وحارس في محافظة سلفيت، وفي قرية بيتين بالقرب من رام الله. كما يواصل المستوطنون الإسرائيليون هجماتهم ضد المدنيين الفلسطينيين في مدينة الخليل وترويعهم.
وذكر السفير منصور أن إسرائيل تواصل حملتها الاستيطانية والعدوانية والتدميرية الرامية إلى استعمار كامل الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وأشار في هذا الصدد الى نشر الحكومة الإسرائيلية عطاءات لبناء ما يزيد على 1000 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة 'هار حوما' في جبل أبو غنيم في القدس الشرقية المحتلة، وفي مستوطنة 'بيتار عيليت' غربي مدينة بيت لحم، ومستوطنة 'جفعات زئيف' بين القدس الشرقية المحتلة ورام الله.
وأضاف أن الفترة الأخيرة شهدت أيضا هدم مزيد من المنازل الفلسطينية، من بينها أربعة منازل في حي المخرور في بيت جالا، كما أصدرت السلطة القائمة بالاحتلال إخطارات هدم لعائلات فلسطينية في قرى شمال وادي الأردن .
وذكر السفير منصور أن كل هذه الأعمال والاستفزازات الإسرائيلية تتم رغم مطالبات المجتمع الدولي لإسرائيل بوقف هذه الحملة الاستيطانية العدوانية وغير القانونية، ورغم الجهود التي تبذلها اللجنة الرباعية لإحياء المفاوضات بين الجانبين من أجل تحقيق الحل القائم على دولتين، وهذا يثبت مرة أخرى استمرار إسرائيل في الإفلات من العقاب وازدرائها المطلق للقانون الدولي ولالتزاماتها كدولة عضو في الأمم المتحدة وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقرارات ذات الصلة.
وأكد السفير منصور أن عدم تدخل المجتمع الدولي، واستمرار إسرائيل في رفض الامتثال للالتزامات القانونية الملقاة على عاتقها، بما في ذلك بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، سيؤدي الى المزيد من التدهور في الوضع على الأرض، والى فشل الجهود التي تبذل من أجل استعادة الثقة بين الجانبين وإحياء عملية السلام، والى تقويض حل الدولتين على أساس حدود ما قبل عام 1967، مع عواقب وخيمة بالنسبة لشعوبنا والمنطقة ككل.