البطش الاسرائيلي يستهدف "وفا"
بعد كل عملية تستهدف وجود الاحتلال، اسرائيل تكرر السيناريو ذاته وهو ترك جيشها يبطش بالشعب الفلسطيني يمينا ويسارا، يقتحم يحاصر يعتقل يداهم يحطم يدمر. هذا السناريو يتكرر منذ أكثر من مائة عام، كان يمارسه جيش الانتداب البريطاني قبل عام 1948 ويستمر به جيش الاحتلال الاسرائيلي.
إسرائيل القائمة على أسس صهيونية عنصرية، ستبقى مصابة بالعمى الاستعماري الذي يرفض رؤية الحقائق لذلك علاقتها بالشعب الفلسطيني هي علاقة بطش وليس كونه شعبا متجذرا بأرض وطنه، وبالتالي لا تنال من عزيمته سياسة "العقاب الجماعي" العنصرية، ولن تنال من صموده، ولا من موقفه الرافض لوجود الاحتلال.
التطور الخطير هذه المرة، وهو بالمناسبة ليس جديدا، هو اقتحام جيش الاحتلال لمؤسسة اعلامية سيادية، الا وهي وكالة الانباء والمعلومات "وفا" وهي وكالة الانباء الرسمية لفلسطين. استهداف "وفا" التي اسستها منظمة التحرير الفلسطينية عام 1972 له أكثر من مغزى غير رغبة الاحتلال الدائمة بإسكات الصوت الاعلامي الفلسطيني الوطني الذي يطارد جرائم جيش الاحتلال ويكشفها ويوثقها، ما قصده الاحتلال هو ارسال رسالة للرئيس محمود عباس الذي رفض صفقة القرن ويقف بصلابة ضد المحاولات لتمريرها، اضافة الى كونة رأس الشرعية الوطنية الفلسطينية ورمز السيادة الفلسطينية.
وكالة "وفا" التي كانت أحد اهم ادوات الثورة الفلسطينية الاعلامية وكانت تنشر اخبار الشعب الفلسطيني بلغات عدة للعالم، هذه الوكالة استطاعت في السنوات الاخيرة ان تدخل عصر الاعلام الجديد الالكتروني والرقمي، وتنشر اخبارها باللغات العربية والانجليزية والفرنسية والعبرية.
والاهم ان هذه الوكالة لم تحد بوصلتها والتزامها الوطني قيد انملة، ولم تكن يوما جزءا من اجندة خارجية، انها وكالة انباء الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية الشرعية، انها تعبر بالخبر والصورة والتقرير عن ارادة ومصلحة الشعب الفلسطيني الوطنية، لذلك استهدفها جيش الاحتلال.