التاريخ : الجمعة 19-04-2024

نيابة عن الرئيس: السفير دبور يضع اكليلا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية في بير    |     الرئيس يدعو لاقتصار فعاليات عيد الفطر على الشعائر الدينية    |     "هيومن رايتس ووتش": التجويع الذي تفرضه إسرائيل على غزة يقتل الأطفال    |     فرنسا تقترح فرض عقوبات على إسرائيل لإرغامها على إدخال المساعدات إلى غزة    |     ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 33,360 شهيدا منذ السابع من تشرين الأول الماضي    |     اليونيسف: غزة على حافة الدمار والمجاعة    |     أردوغان: سنواصل دعمنا للشعب الفلسطيني حتى إقامة دولته المستقلة    |     قوات الاحتلال تقتحم طولكرم وتعتقل سبعة مواطنين    |     غوتيرش ينتقد منع الصحفيين الدوليين من دخول غزة و"رابطة الصحافة الأجنبية" تعرب عن مخاوفها    |     رئيس الوزراء يلتقي وزير الخارجية السعودي في مكة    |     الرئيس المصري يستقبل رئيس الوزراء محمد مصطفى    |     الجمعية العامة للأمم المتحدة تعقد جلسة حول الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية    |     مجلس الأمن يقر بالإجماع إحالة إعادة النظر في طلب فلسطين للعضوية الكاملة إلى لجنة العضوية    |     الاحتلال يمنع رفع الأذان وأداء صلوات المغرب والعشاء والتراويح في حوسان    |     الزعيم الروحي للطائفة المعروفية الدرزية الشيخ موفق طريف يهاتف الرئيس لمناسبة حلول عيد الفطر    |     الرئيس يتلقى اتصالا من الكاهن الأكبر للطائفة السامرية لمناسبة حلول عيد الفطر    |     "القوى" تؤكد أهمية تضافر الجهود لوقف حرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا    |     نادي الأسير: الاحتلال يحتجز جثامين 26 شهيدا من الحركة الأسيرة    |     ملك الأردن والرئيسان المصري والفرنسي: يجب وقف إطلاق النار في غزة الآن    |     "العدل الدولية" تبدأ جلسات الاستماع بشأن طلب التدابير المؤقتة الذي قدمته نيكاراغوا بحق ألمانيا    |     "الأغذية العالمي" يجدد التحذير من مجاعة شمال غزة    |     "الخارجية" تدين جريمة اعدام الأسير دقة وتطالب المنظمات الدولية بتوفير الحماية لشعبنا    |     الاحتلال يعتقل 45 مواطنا من الضفة    |     شهداء ومصابون في سلسلة غارات اسرائيلية على مناطق وسط وجنوب قطاع غزة
أخبار الرئاسة » الرئيس يدعو القمة العربية لإعادة القدس لصدارة العمل العربي
الرئيس يدعو القمة العربية لإعادة القدس لصدارة العمل العربي

 الرئيس يدعو القمة العربية لإعادة القدس لصدارة العمل العربي

                 

بغداد 29-3-2012 وفا

طالب الرئيس محمود عباس، المشاركين في القمة العربية في بغداد، بإعادة القدس إلى صدارة العمل العربي في كل المجالات، ولتكون القدس عنوانا مركزيا وأساسيا في علاقاتنا كعرب مع جميع دول العالم.

كما طالب الرئيس، في كلمة له، اليوم الخميس، بالقمة العربية، بالعمل على تعزيز البنية التحتية للمجتمع المقدسي عبر تبني المشاريع اللازمة لدعم القدس وتعزيز صمود أهلها، مذكرا بالتزام القادة العرب برصد 500 مليون دولار لدعم القدس، التي لا تزال بانتظار الوصول.

وقال سيادته: يجب العمل على إيجاد حالة تواصل دائم مع القدس وأهلها وإخراجها من عزلتها، التواصل مع القدس وليس تحريم زيارتها، فلا يوجد هناك نصوص في القرآن أو السنة، ولم يحصل في التاريخ أن مفتيا أو قاضيا أو رجل دين، حرم زيارة القدس، فكيف نحرمها؟! وقعت تحت احتلالات كثيرة ولم يأت شخص يقول حرام عليكم أن تزوروا القدس.

وأضاف: في صدارة مشهد الصراع تقف قضية القدس كأكثرها قداسة وحساسية في نضالنا للاستقلال، هي مسرى محمد ومنبع رسالة المسيح وهي أكثر تعرضا لعدوان الاحتلال وممارساته العنصرية، فسلطات الاحتلال تعمل ممارسات غير مسبوقة وبأبشع الوسائل على تنفيذ ما تعتبره الفصل الأخير في حربها العدوانية الهادفة لإزالة الطابع العربي والإسلامي والمسيحي في المدينة المقدسة سعيا لتهويدها وتكرسيها عاصمة للاحتلال عبر دفع المواطنيين الفلسطينيين إلى مغادرة القدس من خلال إرهابهم بالضرائب العقابية، وهدم البيوت، ومصادرة الأراضي وسحب الهويات، وضرب الاقتصاد المقدسي بعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني بالمستوطنات.

كما دعا الرئيس العرب لتفعيل قرارات القمم السابقة حول دعم الشعب الفلسطيني ودعم القدس وبخاصة قرارات القمة السابقة التي لم تفعل.

وأكد أن الدعم مطلوب في هذه المرحلة وبشكل ملح لمواجهة الأزمة المالية الحادة التي تواجه السلطة نتيجة لسياسيات الاحتلال الاسرائيلي، مشيرا إلى أن هذا يتطلب الوفاء بالتزامات الدول التي وردت بقرارات القمم السابقة لمن لم يفِ بالتزاماته.

وقال الرئيس: أود التذكير أن أمتنا العربية وفي مثل هذه الأيام منذ عشر سنوات في 28-3-2002، اعتمدت المبادرة العربية للسلام خلال قمة بيروت، وهذه المبادرة من عام 1948 هي أثمن ما قدم العرب من مبادرات تستطيع أن تواجه كل المطالب للوصول إلى سلام.

وأضاف: إن تأكيد تمسك قمتنا بهذه المبادرة هي مصدر قوة كبيرة على الصعيد السياسي والدبلوماسي وداعم لأي خطوات وتحركات أخرى نقوم بها لتعزيز الحقوق الفلسطينية والعربية، مشددا على ضرورة تفعيل هذه المبادرة على المستوى الإعلامي والسياسي في أرجاء العالم كافة، وعلى ضرورة تشكيل لجنة لهذا الغرض.

وأشار الرئيس إلى أن الطرف الإسرائيلي لن يجيب ولن يفكر في هذه المبادرة، وقال: علينا أن نحث العالم وننبهه إلى أهمية هذه المبادرة التي تصلح لإقامة الحل العادل والدائم في الشرق الأوسط.

وجدد الرئيس الالتزام بعدم استئناف المفاوضات حتى يتوقف الاستيطان الإسرائيلي وبخاصة في القدس.

وأكد الرئيس مواصلة 'الجهود الحثيثة لإنهاء الانقسام واستعادة وحدة الوطن، وهي مهمة مقدسة وتكتسب طابعا ملحا يوما بعد يوم، وقد حققنا خطوات لافتة على هذا الطريق وسنواصلها رغم أي عقبات'، قائلا: إن كل ما تم الاتفاق عليه مستعدون لتنفيذه والالتزام به لأن المصالحة وعودة الوحدة ووحدة الشعب والوطن وهي هدف ثمين وغال، موجها الشكر لمصر وقطر اللتين بذلتا جهودا خارقة في تقريب وجهات النظر في عملية المصالحة.

وقال الرئيس: من جهتنا نؤكد أن مرتكزنا الأساسي في هذا الجهد هو العودة إلى الشعب والانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، والكلمة فيها للشعب، وأشير إلى أن شعبنا سيواصل المقاومة السلمية والشعبية وبناء المؤسسات رغم كل القيود التي تقيد حريته.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة سيادته:

فخامة الرئيس جلال الطالباني

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي

معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية

السيدات والسادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته        

 

أود بداية أن أتقدم بالشكر والتقدير إلى العراق الشقيق رئيسا وحكومة وشعبا للجهد الاستثنائي المميز الذي تم بذله لاستضافة القمة العربية في بغداد ولحسن الاستقبال والضيافة.

إن استضافة العراق للقمة يشكل دلالة إضافية على تعافيه وعلى إصرار شعبه على السير قدما ورغم كل الصعوبات والتحديات في طريق البناء والتنمية وتعزيز قدراته لمواصلة القيام بدوره مع أشقائه العرب.

كما أن انعقاد هذه القمة في بغداد هو رسالة أقوى من الأمة العربية ودولها وقادتها لتأكيد وقوفهم الحاسم والداعم للشعب العراقي وللعراق السيد والمزدهر فوق ترابه الوطني.

ويجيء انعقاد هذه القمة في لحظة تاريخية فارقة في وطننا العربي، وأحسب أن ما شهدناه ونشهده من أحداث كبرى ينبغي أن يدفعنا للتركيز على استخلاص الدروس المستفادة والسعي نحو بلورة رؤى وتصورات وبرامج عمل موحدة لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.

إن شعوبنا تتطلع إلينا وتتوقع منا الكثير، الأمر الذي يتطلب منا وقفة صريحة نقرأ فيها بروح المسؤولية الوطنية والقومية المعطيات الماثلة أمامنا لننطلق منها معا ومن قاعدة المصير المشترك لشعوبنا نحو تدشين مرحلة جديدة نقدم فيها إجابات موحدة على الأسئلة التي تطرحها الأحداث المتلاحقة منطبقين من قاعدتين أساسييتن تتمثل أولاهما في بناء مصالح وتتطلعات شعوبنا، وثانيهما في بناء موقف عربي موحد إزاء مختلف القضايا يؤشر للمسار ويحدد اتجاه البوصلة ويقود التحرك ليحمي المصالح الوطنية العليا لشعوبنا وليصبح موقفنا الموحد هو القاعدة والمعيار وأداة القياس في علاقات دول العالم وتكتلاته وهيئاته وتعاطيها مع القضايا العربية وليجعل الصوت العربي مسموعا ومؤثرا وحاسما في مرحلة مرشحة لكثير من المنعطفات والتحديات الخطيرة.

لقد أكدت أحداث العام الماضي في العديد من دولنا العربية على حاجتنا للإصغاء جيدا لشعوبنا وتطلعاتها، ففي عالم متغير تتداعى فيه الحواجز وتعبر فيه الأزمات السياسة والاقتصادية عبر الحدود ومن منطقة لأخرى، وبمنطقة كمنطقتنا تمتلك العديد من المميزات الاستراتيجية وفي مجتمعات كمجتمعاتنا تمثل فيها، فالأجيال الشابة ما يقارب الثلثين من عدد السكان تصبح الحاجة للفهم والتفهم، والتحرك السريع والحاسم لتبني وتنفيذ برامج الإصلاح في مختلف المجالات وبشكل يرسخ نقلة نوعية في المشاركة الشعبية والاداء الديمقراطي ويقدم حلولا عملية لمشاكل البطالة بتبنيه خطط تنموية فاعلة تحقق العدالة الاجتماعية وتقود لمستويات متقدمة من النمو والازدهار.

إن كل ما تقدم يطرح حتمية تطوير منظمة العمل العربي المشترك وأداته الرئيسة المتمثلة في جامعة الدول العربية، وخلال الشهور الماضية، لاحظنا كيف أن ضغط الأحداث دفع العمل العربي المشترك والجامعة لبدايات مرحلة جديدة وغير مسبوقة، إن هذه البدايات ينبغي أن تعزز وتسند بالاسهام والمشاركة الايجابية وبدعم جميع الدول للجهود التي يبذلها معالي الأمين العام لتطوير عمل الجامعة وهيئاتها.

 

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي

السيدات والسادة

إن الشعب الفلسطيني الذي يواصل بشجاعة نضاله ومقاومته للاحتلال الإسرائيلي وسعيه للحرية والاستقلال الوطني، يدرك تماما ان موقع قضيته ثابت في مكانه في أفئدة قادة وشعوب دولنا العربية، ونحن نثق تماما أن القضية الفلسطينية تمثل كما كانت على مدى العقود الماضية نقطة ارتكاز وتلاق للعمل العربي وهي قادرة في هذه المرحلة الحساسة أن توفر قاعدة للاتفاق ونقطة قوة في علاقة الوطن العربي بالعالم، وبخاصة بمنظمة التعاون الإسلامي التي تشكل القضية الفلسطينية أيضا نقطة ارتكاز وتلاق لدولها.

وهنا أريد وأود أن أشير بامتنان إلى صندوق مال القدس الذي ترعاه المملكة المغربية الذي يسهم اسهاما جيدا في حماية القدس، وكذلك أريد أن أشيد وبكل اعتزاز بدور الأردن الذي يحمي المقدسات الإسلامية والأوقاف الإسلامية في الأراضي الفلسطينية.

وقد التزمنا على الدوام بتنسيق خطواتنا وتحركاتنا السياسية والدبلوماسية مع الأشقاء العرب من خلال اللقاءات الثنائية أو من لجنة المتابعة العربية للسلام، ومن المؤكد أن استحقاق أيلول في العام الماضي وعندما توجهنا لطلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة ونيل عضوية كاملة في اليونسكو، والاعترافات الدولية المتلاحقة بدولة فلسطين والتي بلغت حتى الآن 132 دولة أي أن هناك في العالم 132 دولة تعترف رسميا بدولة فلسطين، ولدينا فيها سفارات إضافة لدول العالم التي لدينا فيها تمثيل من أشكال مختلفة، سواء من نوع بعثة أو وفد أو غير ذلك. هذه الامور تشكل نماذج لما يمكن ان يحققه عملنا المشترك ومن حراك ايجابي يراكم المكاسب السياسية ويعظم تأثير ووزن المجموعة العربية وسط التكتلات الإقليمية والدولية.

وجاء تحركنا العام الماضي على خلفية استعصاء متواصل في مفاوضات عملية السلام، وهو استعصاء جاء نتيجة رفض الحكومة الإسرائيلي الاعتراف بالمرجعيات المعتمدة لعملية السلام، وإصرارها على مواصلة سياسات الاستيطاني وتهويد القدس ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وعدم الإفراج عن الأسرى، حيث أن لدينا الآن أكثر من 5 ألاف أسير، كثير منهم أمضى 30 عاما، ولدينا نموذج في هناء شلبي التي تعتصم وتمتنع عن الطعام ومثلها خضر عدنان وغيرهم ممن يمثلون حالات إنسانية وسياسية، يجب لفت النظر إليها ولفت انتباه العالم كله لما يجري في  الأراضي الفلسطينية. ومواصلة الاعتداءات وبخاصة على مواطنينا في قطاع غزة وهي سياسات اكتسبت طابعا مكثفا خلال السنوات الماضية في محاولة لفرض أمر واقع على الأرض يرسم الحدود بحيث يحقق أطماع إسرائيل في ضم الأرض الفلسطينية ويقضي على إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة، ويؤدي لإقامة كنتونات معزولة منفصلة عن بعضها البعض، تحت الهيمنة الإسرائيلية، هذا بالضبط ما تريده إسرائيل من خلال أعمالها التي تقوم بها في الاراضي الفلسطينية وهي لا تؤمن قطعا برؤية الدولتين، هذه الرؤية التي اعتمدها العالم أجمع، ولكن إسرائيل لا تعطي بالا لهذا المجتمع.

إننا الآن بصدد تقديم رسالة رسمية إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية نستعرض فيها الانتهاكات الإسرائيلية وبخاصة استمرار النشاط الاستيطاني، والتأكيد على أن هذه الانتهاكات جعلت السلطة الفلسطينية تفقد مبرر وجودها المتمثل بالانتقال بالشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال، وطبعا جاء هذا الأمر بعد الجهود التي بذلت من قبل الرباعية أولا، ثم الجهود العظيمة التي قام بها الشقيق الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، حيث استمرت هناك مفاوضات بيننا وبين الإسرائيليين على مدى شهر لم تحقق شيئا يذكر يمكننا من الذهاب لمفاوضات حول قضية الحدود والأمن، لأن إسرائيل إلى الآن لا تعترف بحدود العام 1967، ونطالب في هذه الرسالة بتحديد الموقف الإسرائيلي وبشكل رسمي من قضيتين رئيسيتين هما: مرجعية السلام واستمرار النشاط الاستيطاني، وكما جرت العادة فإننا سنتشاور معا في المرحلة المقبلة حول خطواتنا اللاحقة والمحددة للتحرك.

من ناحية أخرى فإنني أود التأكيد بأننا نواصل جهودنا الحثيثة لإنهاء الانقسام واستعادة وحدة الوطن والأرض والمقدسات وهي مهمة مقدسة وتكتسب طابعا ملحا يوما بعد يوم، وقد حققنا خطوات لافتة على هذا الطريق وسنواصلها رغم أي عقبات قد تنشأ، وبالتاكيد نحن نوجهه الشكر لجمهورية مصر العربية ولدولة قطر الشقيقة اللتين بذلتا جهودا خارقة من أجل تقريب وجهات النظر في عملية المصالحة، ومن جهتنا نؤكد أن كل ما تم الاتفاق عليه مستعدون لتنفيذه، مستعدون للالتزام به، لأن المصالحة هي عودة الوحدة، وحدة الشعب ووحدة الوطن، وهي هدف ثمين وغال على قلوبنا جميعا.

إن مرتكزنا الأساسي في هذا الجهد هو العودة للشعب والاحتكام لصناديق الاقتراع ولإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، يقول فيها الشعب كلمته، وأشير هنا إلى أن شعبنا الذي يواصل مقاومته ضد الاحتلال والاستيطان، والمقاومة السلمية والشعبية، وتهويد القدس وجدار الفصل العنصري، يواصل في الوقت نفسه عملية بناء المؤسسات رغم كل القيود التي تقيد حريته. وإذ قطعنا في هذه المجال خطوات واسعة أشادت بها دول العالم والهيئات الدولية واعتبرتها قصة نجاح، فإنني ادعو أشقاءنا العرب لتفعيل قرارات القمم السابقة حول دعم الشعب الفلسطيني ودعم القدس وبخاصة قرارات القمة السابقة التي لم تفعل، إن هذا الدعم مطلوب في هذه المرحلة وبشكل ملح لمواجهة الأزمة المالية الحادة التي تواجه السلطة الفلسطينية نتيجة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي وهذا أيضا يتطلب الوفاء بالتزامات الدول التي وردت في قرارات القمم السابقة، لمن لم يف بالتزاماته.

واود هنا ايضا التذكير أن أمتنا العربية وفي مثل هذه الايام منذ عشر سنوات في 28/3/2002 اعتمدت المبادرة العربية للسلام، وأقول هنا إن هذه المبادرة منذ عام 48  إلى الآن هي أثمن ما قدم العرب من مبادرات تستطيع أن تواجه كل المطالب للوصول الى سلام، إن تاكيد تمسك قمتنا بهذه المبادرة كمشروع عربي للسلام يشكل مصدر قوة كبيرة في العالم على الصعيد السياسي والدبلوماسي، وداعما لأية خطوات وتحركات أخرى نقوم بها لتعزيز الحقوق الفلسطينية والعربية، لذلك لا بد من تفعيل هذه المبادرة على المستوى الاعلامي والسياسي في أرجاء العالم كافة، وتشكيل لجنة لهذا الغرض، لا يكفي أن نطلق المبادرة وننتظر جوابا من الأطراف الأخرى، الطرف الإسرائيلي لن يجيب، لكن علينا أن نحث العالم وأن ننبه العالم إلى أهمية هذه المبادرة التي تصلح لإقامة الحل العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط برمته.

اصحاب الجلالة والسمو والفخامة

معالي الأمين العام

في صدارة المشهد تقف قضية القدس، كأكثر القضايا قداسة وحساسية في نضالنا للخلاص من الاحتلال، هي مسرى النبي صل الله عليه وسلم، ومنبع رسالة المسيح عليه السلام، وهي أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، وهي الأكثر تعرضا لعدوان الاحتلال ولممارساته العنصرية، فسلطات الاحتلال الإسرائيلي تعمل وبسعار غير مسبوق وباستخدام أبشع الوسائل وأخطرها على تنفيذ ما تعتبره الفصل الأخير في حربها العدوانية الهادفة لمحو وإزالة الطابع العربي والإسلامي والمسحيحي في المدينة المقدسة سعيا لتهويدها وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال عبر دفع المواطنين الفلسطينيين لمغادرة المدينة من خلال ارهاقهم بالضرائب العقابية وهدم البيوت ومصادرة الاراضي وسحب الهويات وضرب الاقتصاد المقدسي بعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني بطوق من المستوطنات والحواجز.

إن ما ترتكبه إسرائيل في القدس هو تطهير عرقي ضد الفلسطينيين ما يعني أننا كأمة عربية أمام استحقاق تاريخي تجاه مدينتنا المقدسة، استحقاق يفرض علينا بذل كل جهد مستطاع لتعزيز صمود وثبات المقدسيين حماة المدينة المقدسة القابضين على جمر الصمود في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، ومن هنا جاء التزامنا بعدم استئناف المفاوضات حتى يتوقف الاستيطان وبخاصة في مدينة القدس.

إنني أتوجه إليكم أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، لكي نعيد القدس لصدارة العمل العربي في كل المجالات عبر محاور عدة، منها: أن تكون القدس عنوان مركزي وأساس في علاقاتنا كعرب مع جميع دول العالم.

ثانيا، العمل على تعزيز البنية التحتية للمجتمع المقدسي عبر تبني المشاريع اللازمة لدعم المدينة المقدسة، وتعزيز صمود أهلها، وهنا لا بد لي من التذكير بالالتزام الذي قطعه القادة العرب على أنفسهم في القمة الماضية برصد 500 مليون دولار للمدينة المقدسة والتي لا تزال في انتظار أن تصل إليها.


وأخيرا جاء مؤتمر الدوحة حول القدس وطلب سمو أمير قطر تحضير خطة استراتيجية للقدس وقد انجزنا الآن هذه الخطة لتقديمها لكم جميعا عربا ومسلمين.

ثالثا، العمل على ايجاد حالة تواصل دائمة مع القدس وأهلها لكسر الحصار المفروض عليها واخراجها من عزلتها التي طال أمدها، التواصل مع القدس وليس تحريم زيارة القدس وليس هناك نصوص لا في القرآن ولا في السنة ولم يحصل في التاريخ أن أحدا أو مفتيا من المفتين أو قاضيا من القضاة أو رجل دين حرم زيارة القدس، وقعت تحت احتلالات كثيرة ولم يأت شخص يقول حرام عليكم زيارة القدس، منذ أن قام الرسول صل الله عليه وسلم بالإسراء للقدس وبالصلاة بكل الأنبياء في القدس إلى الاحتلال البريطاني لم يأت شخص ليقول هذا حرام وهذا حلال، الآن هو الحلال الآن هو وقت دعم القدس بصرف النظر عن وجود احتلال أو عدم وجود الاحتلال.

وأعيد التأكيد على الدعوة التي وجهناها لجميع إخواننا من الدول العربية والإسلامية وكذلك إخواننا العرب والمسلمين والمسيحيين في أوروبا وأميركا من أجل التوجه للقدس وزيارتها، وهو الأمر الذي ستكون له تداياته وآثاره السياسية والاقتصادية والمعنوية على شعبنا بما يعزز صموده في القدس، مؤكدا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أن زيارة السجين هي نصرة له ولا تعني بأي حال من الأحوال تطبيعا مع السجان.

مرة أخرى أشكر شعب العراق وقيادته، وأتمنى لقمتنا النجاح ولأمتنا وشعوبنا تحقيق آمالها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

2012-03-30
اطبع ارسل