اليوم الذكرى الرابعة والأربعين لتأسيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني
رام الله 26-12-2012
تصادف اليوم السادس والعشرين من كانون أول الذكرى الرابعة والأربعين لتأسيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. ففي مثل هذا اليوم من عام 1968، أعلن رسمياً عن تأسيس الجمعية، استجابة للاحتياجات الصحية والاجتماعية للشعب الفلسطيني كافة، ولمواجهة التداعيات الإنسانية للاعتداءات الإسرائيلية على المخيمات الفلسطينية في الشتات، مستلهمة في ذلك التراث الإنساني لجمعيات الهلال الأحمر الخيرية الفلسطينية، التي تأسست في الربع الأول من القرن الماضي في فلسطين، وتلك التي تأسست عقب النكبة الفلسطينية في العام 1948.
بدأت الجمعية بتقديم خدماتها، عبر عيادة صغيرة أقيمت بسواعد أبناء وبنات مخيم 'ماركا' القريب من العاصمة الأردنية عمان، وبتبرعات نقدية ومادية متواضعة من سكانه، وكرست كجمعية مسؤولة عن تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية للشعب الفلسطيني، بموجب قرار من المجلس الوطني الفلسطيني في دورته السادسة، التي عقدت في القاهرة بتاريخ 1/9/1969، لتصبح بعد ذلك التاريخ مؤسسة صحية واجتماعية ضخمة وإحدى أهم مؤسسات منظمة التحرير، تضم عشرات الآلاف من الكوادر والأعضاء والمتطوعين، والأصدقاء.
والجمعية مؤسسة وطنية فلسطينية ذات شخصية اعتبارية مستقلة، معترف بها رسمياً، وهي أحد مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تمارس نشاطها في فلسطين، وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، وبخاصة في سورية ولبنان، وفقا للقانون الفلسطيني واتفاقات جنيف والقانون الدولي الإنساني، ومبادئ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السبعة: الإنسانية، عدم التحيز، الحياد، الاستقلال، التطوع، الوحدة، العالمية.
وعملت الجمعية، خلال اثنين وأربعين عاماً من مسيرتها في اتجاهات ثلاثة: تطوير كادرها البشري، وتنويع خدماتها وبناء وتحديث مراكزها ومؤسساتها الصحية والاجتماعية، والجمعية تواصل جهودها في خدمة الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة للحفاظ على حياة أبنائه والتخفيف من معاناتهم، وشكلت أنموذجاً حياً للتطور الكبير في الخدمات والبرامج عبر مراكمة الإنجازات عاماً بعد عام، وتطوير قدرات كوادرها ومراكزها ومستشفياتها، وتنميتها، وتنويع برامجها وخدماتها، والرقي بها من أجل تقديم الخدمة الفضلى لمتلقيها.
وشكل قدرة الجمعية على الاستجابة للأوضاع الطارئة وتعديل خططها وبرامجها بما يستجيب لذلك، أهم عناصر قوتها وهذا ما تجلى في الحرب العدوانية الاسرائيلية على شعبنا في لبنان عام 1982 والاجتياحات الاسرائيلية للضفة عامي 2002 و 2003 والحصار المفروض على قطاع غزة منذ أربع سنوات وفي الحرب على القطاع في أواخر عام 2008 وأوائل 2009، وفي العدوان الأخير على القطاع في شهر تشرين ثاني الماضي.
ولأن مهام الجمعية لا تقتصر على الخدمات التي تقدمها والبرامج التي تنفذها، فقد شاركت بفاعلية في رسم السياسات والخطط القطاعية، على مستوى الوطن، من خلال شراكاتها الفاعلة ومذكرات التفاهم مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، ان كان في المجال الصحي او الاجتماعي .
كما ان مساهمات الجمعية على المستويين الاقليمي والدولي في الورش المتخصصة والمؤتمرات تطورت بشكل ملحوظ، بما يليق بعضوية الجمعية الكاملة في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.