
فنانون في خان يونس يحولون قطعا من الخشب للوحات فنية
خان يونس 2-7-2013
حول مجموعة فنانين، قطعا من الخشب إلى لوحات فنية تروي حكايات فلسطينية شبيهة بتلك التي ترويها الجدة لأحفادها عن قريتها والحياة فيها.
ورسم هؤلاء الفنانون الشباب ومن خلال معرضهم الخاص بذلك الذي افتتح اليوم الثلاثاء، في خان يونس، بتقنية 'الحرق على الخشب'، ملامح فلسطين بتراثها وقراها وتاريخها وملامح أطفالها وذكريات شيوخها وشيبها لكن برموزها الوطنية.
وتناولت المعروضات التي كانت عبارة عن لوحات تعبيرية واقعية، جوانب متناثرة من الحكاية الفلسطينية لتكتمل الصورة لديهم لتفوح من جوانبها روائح الزعتر والزيتون وخبز الطابون.
وافتتح (19) فنانا تشكيليا شابا، معرضهم بعنوان 'من حدوتة ستي' في المركز الثقافي لجمعية الثقافة والفكر الحر بخان يونس جنوب القطاع. واحتضن المعرض، نحو (43) لوحة فنية، مختلفة الأحجام والأشكال، لكن بتقنية واحدة هي تقنية 'الحرق'.
وتحدث الفنان محمد أبو لحية أحد المشاركين في المعرض عن فن الحرق على الخشب: مشيرا إلى أنه فن يتطلب الكثير من الحرص والدقة، لكنه في الوقت نفسه يتميز بلمسته التراثية، وأنه اختار الرسم بهذا الفن كونه الأكثر تعبيرا عن عبق الماضي والتراث بما يحمله من جماليات.
بدوره، بين الفنان أحمد عبد الرحمن يوسف أن فن الحرق تقنية بسيطة لكن تستوجب الدقة والحرص كونه يستخدم فيه آلة كهربائية تسمى المحرق وهو عبارة عن كاوي لحام كهربائي له عدة رؤوس بقياسات مختلفة، يتم تحريكه على سطح اللوحة بدقة متناهية على الفكرة المفرغة مسبقا بقلم رصاص على الخشب، وبسبب حرارة المحرق نحصل على اللون البني بدرجات متفاوتة تعود إلى وجهة نظر الفنان في تجسيد أفكاره، وفق رؤية معينة لا تخلو من الحاجة إلى حرفية الأداء والموهبة الفنية في الرسم.
من جانبها، أوضحت الفنانة التشكيلية ولاء أبو عيش إحدى المشاركات في المعرض: أن لوحاتها عبارة عن قصص واقعية استمدت عناوينها ومحتواها من واقع حكايات جدتها ومن مخزونها الثقافي العميق الجذور، وأن الغاية منها ترسيخ الذاكرة وإحياء التراث بجماليات هذا الفن.
من ناحيته، رأى مدير البرامج بجمعية الثقافة والفكر الحر حسام شحادة أن المعرض الذي طغى عليه الأسلوب الواقعي التعبيري التجريدي جسد موضوع التراث والفلكلور الفلسطيني، والبيئة الاجتماعية والطبيعية بمختلف ألوانها وجمالها وتشعباتها، إضافة إلى دور المرأة والرجل في بناء وتطور المجتمع، ومجمل الجوانب المتعلقة بالحياة الريفية البسيطة في القرية الفلسطينية.
وقالت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت إن الجمعية ومن خلال مركزها الثقافي واحتضان المبادرات الشبابية الفنية والفعاليات الثقافية، تسعى إلى إحداث حالة من الحراك الثقافي بشكل عام وتعزيز الحركة التشكيلية الفلسطينية بالجنوب بشكل خاص، وفتح آفاق واسعة للفنانين للتعبير عن أفكارهم وهواجسهم من خلال أداة الفن.