"بيرزيت" تحيي يوم الأرض بنشاطات ومحاضرات متنوعة
بيرزيت - "الأيام"
أحيت جامعة بيرزيت امس، ذكرى يوم الأرض بندوة بعنوان "فلسطين عام 1948، حيث قام قسم النشاطات في عمادة شؤون الطلبة بتنظيم محاضرة بعنوان: "فلسطين عام 1948 والحفاظ على الهوية".
وتحدث في المحاضرة عضو الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة، والفنان والمخرج رياض مصاروة، وأستاذ العلاقات الدولية في الجامعة د.أحمد العزم.
وأكد د.العزم في كلمته على ضرورة إحياء يوم الأرض، وبناء جيل لا ينسى تاريخه، وضرورة التركيز على مواضيع المواطنة والانتماء وزرع مفاهيم الارتباط بالأرض.
وتحدث بركة عن أوضاع الفلسطينيين القاطنين في الأراضي المحتلة عام 1948 وعن الظروف الصعبة للحياة اليومية وطرقهم في المحافظة على الهوية الفلسطينية.
وأضاف: "يوم الأرض حدث مهم في تاريخ الفلسطينيين ذوي الجنسيّة الإسرائيليّة، حيث يحيي الفلسطينيون في الثلاثين من آذار كل عام يوم الأرض، والذي استشهد فيه سبعة شبان من الجليل نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية عليهم في ذلك اليوم عام 1976، في هذا اليوم انتفضت الجماهير العربية للمرّة الأولى منذ النكبة ضد قرارات السلطة الإسرائيلية المجحفة، وحاولت إلغاءها بواسطة النضال الشعبي مستمدة القوة من وحدتها، وكان لهذا اليوم أثر كبير للمواطنين العرب على علاقتهم بالسلطة وتأثير عظيم على وعيهم السياسي".
وقدم مصاروة مداخلة بعنوان: "حينما تصبح الأرض حالة وجودية"، تحدث فيها عن ارتباط الإنسان بأرضه، وضرورة العمل في كافة المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الفنية لإثبات ذاتنا.
وأضاف: "نضال الفلسطينيين في أراضي 1948، من خلال وجودهم في هذه الأرض، هو جزء من إثبات الذات الإنسانية".
وعلى هامش هذه الفعالية تم تنظيم فعالية ترفيهية لأبناء الأسرى تحتوي على مجموعة من الألعاب الترفيهية وعروض سيرك وقراءة قصص قصيرة وعرض مسرحية أنا وسيدي للفنان خالد المصو، هذا إلى جانب تنظيم معرض التراث الفلسطيني بعنوان "هوية".
كما وعقدت دائرة الجغرافيا في الجامعة محاضرة بمناسبة يوم الأرض بعنوان: "نحو استراتيجية وطنية فلسطينية في مواجهة الاستيطان والجدار".
وشارك فيها خبراء مهنيون وأكاديميون عاملون في هذا المجال، وهم الأستاذ محمد إلياس رئيس وحدة الجدار والاستيطان، ود.نشأت الأقطش أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، ود.سامية البطمة - أستاذ مساعد في الاقتصاد عضو حملة المقاطعة الأكاديمية والثقافية، والأستاذ باسم التميمي وهو قيادي في حركة المقاومة الشعبية، فيما أدار النقاش م.عبد الله عبد الله (حرز الله) من دائرة الجغرافية.
وتم في المحاضرة عرض مفهوم واقع الجدران والاستيطان في منظومة معتقدات الحركة الصهيونية التي تهدف لبسط السيطرة الإسرائيلية على الأرض والموارد الفلسطينية لحرمان الفلسطينيين من مصادر الرزق ودفعهم للهجرة الطوعية حتى يتم تفريغ الأرض من الفلسطينيين تمهيداً لتهويدها وإحلال المستوطنين مكان الفلسطينيين.
وركز المتحدثون على أهمية وجود استراتيجية إعلامية لها عناصر أساسية ترسم الأهداف وتحدد الآليات والجدول الزمني وتركز على أهمية توجيه الرسالة الإعلامية لبناء الفرد الفلسطيني وشحنه في عملية مواجهة الاحتلال من جهة، ومن جهة أخرى على الإعلام أن يوجه رسالة فلسطينية واضحة ومؤثرة للغرب في مواجهة الإعلام الخاضع للسيطرة الإسرائيلية هناك.
كما نوه المتحدثون إلى أهمية وفعالية المقاطعة الفلسطينية والدولية لدولة الاحتلال وخاصة الاقتصادية منها، وأن هذا النهج نابع من تاريخ المقاومة وأصبح يؤثر على المصالح الإسرائيلية، لذلك هناك أهمية أن يكون في صميم العمل الفلسطيني، وبين المتحدثون أن تطور العمل الشعبي دل على تطور في استخدام الأدوات لصالح الثبات على الهدف، وقد أشار المتحدثون إلى أهمية أن ترتبط النظرية والشعارات بالممارسة على الأرض لتغيير الواقع.
وقد أوصى الجميع بضرورة الإعداد لتبني استراتيجية وطنية فلسطينية مرنة وشاملة في هذا المجال تستنهض الجهد الوطني الشعبي والرسمي والعمق العربي والإسلامي في مواجهة الاستيطان والجدار في إطار معركة دحر الاحتلال.
من جانب آخر، قام مكتب العمل التعاوني في عمادة شؤون الطلبة، وضمن فعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض، بزراعة عدد من الأشجار وتنظيف الأراضي في قرية نعلين بالتعاون مع مؤسسة عبد المحسن قطان، وفي جبل طاروجا بالقرب من قرية اللبن الشرقية، كما وشارك العديد من الطلبة في زراعة أشجار وزهور في حديقة "الشرفة" داخل الجامعة.