الرئيس: مستعد للشهادة في سبيل اقامة الدولة
حضر قداس منتصف الليل للطائفة الأرمنية وهاتف السبسي معزيا بوفاة شقيقه وتلقى اتصالا من الأمير طلال بن عبد العزيز
حماس واسرائيل توافقتا على مشروع "ايجور أيلاند" لإنشاء دولة فلسطينية في غزة مضاف إليها قطع أراض من مصر
القاهرة - رام الله - بيت لحم -
قال الرئيس محمود عباس، إن الضغوط الأميركية كانت "مرعبة، وإن الحكومة الفلسطينية دخلت إلى مجلس الأمن وبحوزتها 14 صوتا، لكن ضغوط واشنطن خفضتها إلى تسعة أصوات، وفي الربع ساعة الأخيرة قبل التصويت انسحبت نيجيريا بضغوط قوية من الولايات المتحدة، ففشلنا في الحصول على الموافقة".
وشدد الرئيس في حواره مع موقع "البوابة نيوز" المصرية نشر أمس، على أن هذا ما دفع القيادة لتبني عدد من الإجراءات، في مقدمتها الانضمام إلى المنظمات الدولية، خاصة محكمة الجنايات الدولية، الأمر الذي ردت عليه إسرائيل بحجب أموال الجمارك، "لتعجيزنا عن دفع مرتبات السلطة".
وأكد الرئيس ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري اخبره ان الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية (ICC) هو "خيار نووي" بالنسبة للولايات المتحدة، لكننا وقعنا في اليوم التالي مباشرة على أوراق الانضمام إلى 22 منظمة دولية، في مقدمتها (ICC)، الأمر الذي أدى إلى انفجار الغضب الإسرائيلي، الذي نتج عنه حجز أموال السلطة، وتهديدات تطال حياتي شخصيا كرئيس لها، وذكروني بمصير عرفات، وأنا جاهز لكل الخيارات في سبيل تحقيق حلم الدولة الفلسطينية، على أراضي 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وردا على سؤال بشأن وقف التنسيق الأمني إذا وضعت العراقيل مرة أخرى أمام طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية قال الرئيس: "نعم وربما يكون ذلك في الأيام القليلة المقبلة".
وفجر الرئيس مفاجأة، معلنا أن تفاهما تم بين حماس وإسرائيل حول مشروع "ايجور أيلاند" الذي يقضى بإنشاء دولة فلسطينية على أراضي غزة مضافا إليها قطع أراض من مصر.
وشدد الرئيس على أن موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان "مشرفا حينما علم بهذه المؤامرة، وأكد أن مصر لن تقبل أن تمنح، لا إسرائيل ولا حماس، سنتيمترا واحدا من أراضيها، على حساب القضية الفلسطينية".
من جانب آخر حضر الرئيس عباس قداس منتصف الليل للطائفة الأرمنية في كنيسة المهد بمدينة بيت لحم، لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة وفق التقويم الأرمني.
كما شارك الرئيس مساء أمس في حفل الاستقبال السنوي بعيد الميلاد المجيد حسب التقويم الأرمني، بحضور بطريرك الأرمن الأرثوذكسي في القدس والديار المقدسة والأردن نورهان مانوغيان.
وهنأ الرئيس أبناء الطائفة الأرمنية في فلسطين وكل العالم، مقدما لهم التهاني لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية، معربا عن أمله أن يكون العام الجديد أفضل من سابقه ودوام الأمن والاستقرار.
وأضاف الرئيس مخاطبا الطائفة الأرمنية "أنتم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وهذا البلد، ونتمنى أن يأتي العام المقبل وانتهى الاحتلال الإسرائيلي، وأقيمت الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف، ونلتقي في الحي الأرمني من القدس، وهو جزء من مدينة القدس، وأنتم جزء أصلي لا يتجزأ منا".
وتابع الرئيس "نحن مستمرون في مساعينا في السلام ولا بديل عن المفاوضات لإحلال السلام، ونحن نسعى لدولة عبر المفاوضات ونشجب العنف والإرهاب لأنه يستهدف الإنسان الذي حرم الله قتله، ونحن لا نؤمن بالعنف وندينه أينما كان".
وأكد الرئيس: "نحن ندعم حرية الرأي والتعبير لكن هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها وهي الرموز الدينية المقدسة، لذلك نأمل ألا يتكرر لأنه يؤذينا، لهم كامل الحرية فيما يقولون وما يفعلون لكن يجب ألا تمس عقائد الناس ونتمنى من أصدقائنا عدم تكرار مثل هذه الأمور".
وهاتف الرئيس مساء أمس الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، معزيا بوفاة شقيقه. ودعا الرئيس، الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يحفظ تونس الشقيق بكل خير وأمن واستقرار.
وتلقى الرئيس أمس اتصالا هاتفيا من الأمير طلال بن عبد العزيز، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، أكد فيه أهمية دعم مقومات الصمود لشعبنا الفلسطيني في وجه الحصار والضغوط الإسرائيلية التي يتعرض لها نتيجة لقرار التوجه إلى المنظمات الدولية، بما فيها محكمة الجنايات الدولية.
وقال الأمير طلال إن دعم الصمود الفلسطيني مسؤولية وواجب على العرب حكومات وأفرادا، وقضية فلسطين هي قضية كل عربي شريف.
من جهته، شكر الرئيس عباس الأمير طلال على موقفه هذا، وهو المشهود له بدوره ومبادراته الخيرة في دعم العديد من الأنشطة الإنسانية والثقافية والتعليمية وباهتمامه الدائم بقضية الشعب الفلسطيني واحتياجاته.