رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني يدعو لمساندة شعبنا لبناء دولته المستقلة
بيروت 17-5-2016
دعا رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة، في تصريح لمناسبة الذكرى الـ68 للنكبة، إلى "مساندة الشعب الفلسطيني في الوصول الى حقوقه الوطنية المشروعة كاملة، بما تتضمنه من إقامة دولته كاملة السيادة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس".
وقال: "إن نضال الشعب الفلسطيني في سبيل نيل استقلاله وسيادته على أرضه ومواجهة أشكال الاقتلاع والتطهير، لم يتوقف منذ ما قبل النكبة الى اليوم. وهو نضال بحاجة ماسة اليوم وأكثر من أي وقت مضى الى الدعم والاحتضان، ليس فقط من أجل العدالة والحرية لفلسطين وشعبها، بل أيضا من أجل وحدة وتنوع واستقرار الشعوب العربية وكياناتها بكليتها".
ورأى منيمنة أن التمزق الذي يعيشه عالمنا العربي والإسلامي في هذا المفصل، أحد عناصره الجوهرية هو التخلي عن مد يد العون للشعب الفلسطيني، وانكفاء الدواخل العربية على ذواتها والغرق في صراعاتها، وتغليب كل ما هو فئوي وجهوي ومناطقي على المشترك.
وأكد أن الدفاع عن فلسطين وعروبتها وكرامة شعبها هو دفاع عن لبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر، معتبرا أن الشعوب العربية إما أن تقارع العدوان الذي يستهدف كل الأراضي العربية، أو تسقط في مستنقع دوامة من العنف المدمر كالذي تعاني منه الآن، ما يفكك كياناتها ومجتمعاتها ودولها ويبيد مؤسساتها السياسة ووحداتها المجتمعية المتحققة عبر الجهد المبذول طوال مئات من السنين وأجيال الآباء والأجداد.
وأضاف أن القاصي والداني يعرف أن مشاريع تقسيم المنطقة إلى كيانات ودويلات طائفية هشة هو حلم صهيوني قديم، باعتباره التبرير الأكمل لقيام دولة يهودية على أرض فلسطين، حيث تعايشت الديانات التوحيدية الثلاث في أمان وحريات كاملة، مع استثناءات هي التي ترافقت مع الغزوات الغربية خلال الحروب الصليبية أو ما تلاها.
وقال إن "تفكك دول وشعوب المنطقة الى مجموعة من الطوائف والمذاهب والإثنيات من شأنه أن يقدم الضمانة لتحول إسرائيل الى دولة مهيمنة على هذه الدويلات، ومصدر تبرير لسياسات التهويد التي تعتمد في فلسطين، والتي تهدد الوجود المسيحي والإسلامي على أرض فلسطين، بدليل ما تتعرض له أماكن العبادة لهما من تعديات يومية وما يعانيه أبناء فلسطين من إعدامات ميدانية وحملات اعتقال وتضييق وحصار يدفع بالكثيرين منهم الى الرحيل عن أرضهم وديارهم ووطنهم إلى دول الاغتراب.
ورأى أن "استمرار حملات التشريد والتهجير للفلسطينيين أي كانت معتقداتهم، هو أحد الثوابت في السياسات الصهيونية، لا فرق في ذلك بين صقور وحمائم"، مشيرا الى سياسة الطرد والترانسفير التي طالت في العام 1948 حوالى 800 ألف مهجر، وتدمير ما لا يقل عن 531 قرية ومدينة، وارتكاب أكثر من 70 مذبحة ومجزرة في حق الفلسطينيين واستشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة، وطرد السكان نحو الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسوريا والأردن.
وقال: "كل هذا جزء مما تعرض له الشعب الفلسطيني وباقي الشعوب العربية، وفي المقدم منها لبنان، الذي تعرض إلى العديد من عمليات الاجتياح والغزوات والحروب التي أدت الى سقوط عشرات الألوف من أبنائه ودمار أجزاء واسعة منه".
ودعا منيمنة اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم إلى "الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في محنته المستمرة منذ عقود، خصوصا وأنه يواجه التشريد المتجدد في فلسطين التاريخية، وكذلك في سوريا والعراق خصوصا"، مشيرا إلى أن الفلسطينيين مطالبون بدورهم في تغليب خيار وحدتهم على المناخات الانقسامية والفئوية التي يدفعون الثمن الأفدح لها.
وحث الدول والجامعة العربية على اعتماد سياسة محددة لها مضامينها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية في مساندة الشعب الفلسطيني ومؤسساته الشرعية والشعبية والمدنية من أجل قيام الدولة الفلسطينية وتكريس صمود أبناء فلسطين على أرض وطنهم السيد الحر المستقل.