عوالم الكرة والسياسة
الحياة الجديدة/ حافظ البرغوثي
سقطت البرازيل سقوطا مفجعا في المونديال أمام المانيا والسبب هو مدربها الذي تعمد استبعاد نجوم كرويين تغص بهم بلاد السامبا.. أما الألمان فهم ماكينة تعمل كل أجزائها معا هجوما ودفاعاً لا تكل ولا تتعب.. ونجحوا أيما نجاح وأصابوا البرازيل بالصدمة منذ البداية..
مشكلة هذا المونديال أن بعض المدربين يريدون المجد لهم وليس لمنتخبهم فيختارون لاعبين غير مناسبين ويعاندون عندما يستبعدون نجوما كرويين.. وفي عالم السياسة هناك من يعاند أيضا فيختار أضعف الخيول ويستبعد أشجعها وأكثرها إقداما.. لأنه يخشى من الفطاحل والحياة العربية السياسية والعسكرية والاقتصادية تعج بالبغال الذين يصولون ويجولون وهم فارغون من الداخل.. بينما من هم على تجربة ودراية خارج الصورة.. وهذا يذكرني بنصيحة وزير في رواية الدكتاتور سعيد الأول والواحد والعشرين عندما قال له «عليك باستخدام الجبناء الأنذال فهؤلاء ينفذون ولا يناقشون وليس هناك أقسى من نذل إذا تولى مسؤولية.. أما الشجعان فأبعدهم لأنهم يفكرون والق بهم في مناصب بعيدة».
عالم الكرة مثل عوالم السياسة والاقتصاد والأعمال والإعلام ينجح إذا عمل كفريق ويفشل إذا لعب فرديا أو على مزاج مدربه.
الفارق الوحيد بين السياسي والمدرب الكروي أن السياسي يريد البقاء أما المدرب فهو يريد الارتقاء شخصيا.. والنتيجة لا بقاء ولا ارتقاء.